حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » أنا طالب علم، لدي خوف من أن أتكلم بغير علم.. ما الحل؟
ج »

وعليكم السلام

لا بد لطالب العلم في مساره العلمي أن يتسلح بأمرين أساسيين:
الأول: الاستنفار العلمي وبذل الجهد الكافي لمعرفة قواعد فهم النص واستكناه معناه ودلالاته بما يعينه على التفقه في الدين وتكوين الرأي على أسس صحيحة.
الثاني: التقوى العلمية ويُراد بها استحضار الله سبحانه وتعالى في النفس حذراً من الوقوع في فخ التقوّل على الله بغير علم. ومن الضروري أن يعيش مع نفسه حالة من المحاسبة الشديدة ومساءلة النفس من أن دافعه إلى تبني هذا الرأي أو ذاك: هل هو الهوى والرغبة الشخصية أم أن الدافع هو الوصول إلى الحقيقة ولو كانت على خلاف الهوى.
أعتقد أن طالب العلم إذا أحكم هذين الامرين فإنه سيكون موفقاً في مسيرته العلمية وفيما يختاره من آراء أو يتبناه من موقف.

 
س » كيف علمنا أن الصحيفة السجادية ناقصة؟ وهل ما وجده العلماء من الأدعية صحيح؟؟
ج »

أقول في الإجابة على سؤالكم:

أولاً: إن الصحيفة السجادية في الأصل تزيد على ما هو واصل إلينا وموجود بين أيدينا، قال المتوكل بن هارون كما جاء في مقدمة الصحيفة: " ثم أملى عليّ أبو عبد الله (ع) الأدعية، وهي خمسة وسبعون باباً، سقط عني منها أحد عشر باباً، وحفظت منها نيفاً وستين باباً"، بيد أن الموجود فعلاً في الصحيفة الواصلة إلينا هو أربعة وخمسون دعاء. آخرها دعاؤه في استكشاف الهموم، وهذا آخر دعاء شرحه السيد علي خان المدني في رياض السالكين، وكذا فعل غيره من الأعلام.

ثانياً: إن سقوط عدد من أدعية الصحيفة وضياعها دفع غير واحد من الأعلام للبحث والتتبع في محاولة لمعرفة ما هو الضائع منها، وبحدود اطلاعي فإنهم عثروا على أدعية كثيرة مروية عن الإمام زين العابدين (ع)، لكنهم لم يصلوا إلى نتائج تفيد أن ما عثروا عليه هو من الأدعية الناقصة منها، ولذا عنونوا مؤلفاتهم بعنوان مستدركات على الصحيفة، ولم يجزموا أن ما جمعوه من أدعية هو الضائع من أدعية الصحيفة. وهذا ما تقتضيه الضوابط العلمية والدينية، فما لم يعثر الإنسان على نسخة قديمة موثوقة أو قرائن مفيدة للوثوق بأن هذا الدعاء أو ذاك هو من جملة أدعية الصحيفة فلا يصح له إضافة بعض الأدعية على الصحيفة بعنوان كونها منها.

ثالثاً: لقد ابتُلينا بظاهرة خطيرة، وهي ظاهرة الإضافة على الصحيفة أو غيرها من كتب الأدعية، وهذا العمل هو خلاف الأمانة والتقوى، وقد ترتّب على ذلك الكثير من المفاسد، وأوجب ذلك وهماً للكثيرين، فتوهموا أن بعض الأدعية هي جزء من الصحيفة السجادية المشهورة، ومردّ ذلك بكل أسف إلى أن مجال الأدعية والزيارات شرعة لكل وارد، وتُرك لأصحاب المطابع والمطامع! وأعتقد أن هذا العبث في كتب الأدعية والزيارات ناشئ عن عدم عناية العلماء بالأمر بهذه الكتب كما ينبغي ويلزم، كما نبه عليه المحدث النوري في كتابه "اللؤلؤ والمرجان" مستغرباً صمت العلماء إزاء التلاعب والعبث بنصوص الأدعية والزيارات مما يعدّ جرأة عظيمة على الله تعالى ورسوله (ص)!

رابعاً: أما ما سألتم عنه حول مدى صحة الأدعية الواردة بعد دعاء استكشاف الهموم، فهذا أمر لا يسعنا إعطاء جواب حاسم وشامل فيه، بل لا بدّ أن يدرس كل دعاء على حدة، ليرى ما إذا كانت قرائن السند والمتن تبعث على الحكم بصحته أم لا. فإن المناجاة الخمس عشرة بنظرنا لم تصح وربما كانت من وضع الصوفية، وقد أوضحنا ذلك بشكل مفصل في كتاب الشيع والغلو.


 
س » ابني المراهق يعاني من التشتت، وأنا جدا قلق ولا اعرف التصرف معه، ما هي نصيحتكم؟
ج »

التشتت في الانتباه في سن المراهقة مع ما يرافقه من الصعوبات هو في حدود معينة أمر طبيعي وظاهرة تصيب الكثير من المراهقين ولا سيما في عصرنا هذا.

وعلينا التعامل مع هذه المرحلة بدقة متناهية من الاستيعاب والتفهم والإرشاد والتوجيه وتفهم سن المراهق، وأن هذه المرحلة تحتاج إلى أسلوب مختلف عما سبقها.

فالمراهق ينمو لديه الإحساس بالذات كثيرا حتى ليخيل إليه أنه لم يعد بحاجة إلى الاحتضان والرعاية من قِبل والديه.

وبالتالي علينا أن نتعامل معه بأسلوب المصادقة "صادقه سبعا.." والتنبه جيدا للمؤثرات التي تسهم في التأثير على شخصيته واستقامته وتدينه، ومن هذه المؤثرات: الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن نصيبها ودورها في التأثير على المراهق هو أشد وأعلى من دورنا.

وفي كل هذه المرحلة علينا أن نتحلى بالصبر والأناة والتحمل، وأن نبتدع أسلوب الحوار والموعظة الحسنة والتدرج في العمل التربوي والرسالي.

نسأل الله أن يوفقكم وأن يقر أعينكم بولدكم وأن يفتح له سبيل الهداية. والله الموفق.


 
س » اعاني من عدم الحضور في الصلاة، فهل أحصل على الثواب؟
ج »
 
لا شك أن العمل إذا كان مستجمعا للشرائط الفقهية، فهو مجزئٌ ومبرئٌ للذمة. أما الثواب فيحتاج إلى خلوص النية لله تعالى بمعنى أن لا يدخل الرياء ونحوه في نية المصلي والعبادة بشكل عام.
ولا ريب أنه كلما كان الإنسان يعيش حالة حضور وتوجه إلى الله كان ثوابه أعلى عند الله، لكن لا نستطيع نفي الثواب عن العمل لمجرد غياب هذا الحضور في بعض الحالات بسبب الظروف الضاغطة على الإنسان نفسيا واجتماعيا.
لكن على الإنسان أن يعالج مشكلة تشتت الذهن أثناء العمل العبادي وذلك من خلال السعي الجاد للتجرد والابتعاد عن كل الهواجس والمشكلات أثناء الإقبال على الصلاة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، باستحضار عظمة الله عز وجل في نفوسنا وأنه لا يليق بنا أن نواجهه بقلب لاهٍ وغافل. والله الموفق.

 
س » أنا إنسان فاشل، ولا أتوفق في شيء، وقد كتب عليّ بالخسارة، فما هو الحل؟
ج »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً: التوفيق في الحياة هو رهن أخذ الإنسان بالأسباب التي جعلها الله موصلة للنجاح، فعلى الإنسان أن يتحرك في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية وفق منطق الأسباب والسنن. على سبيل المثال: فالإنسان لن يصل إلى مبتغاه وهو جليس بيته وحبيس هواجسه، فإذا أراد الثروة فعليه أن يبحث عن أسباب الثروة وإذا أراد الصحة فعليه أن يأخذ بالنصائح الطبية اللازمة وإذا أراد حياة اجتماعية مستقرة عليه أن يسير وفق القوانين والضوابط الإسلامية في المجال الاجتماعي وهكذا.

ثانياً: لا بد للإنسان أن يعمل على رفع معوقات التوفيق، وأني أعتقد أن واحدة من تلك المعوقات هي سيطرة الشعور المتشائم على الإنسان بحيث يوهم نفسه بأنه إنسان فاشل وأنه لن يوفق وأنه لن تناله البركة الإلهية.

إن هذا الإحساس عندما يسيطر على الإنسان فإنه بالتأكيد يجعله إنسانا فاشلا ومحبطا ولن يوفق في حياته ولذلك نصيحتي لك أن تُبعد مثل هذا الوهم عن ذهنك وانطلق في الحياة فإن سبيل الحياة والتوفيق لا تعد ولا تحصى.


 
س » ما هو هدف طلب العلم الذي يجب أن يكون؟
ج »

عندما ينطلق المسلم في طلبه للعلم من مسؤوليته الشرعية الملقاة على عاتقه ومن موقع أنه خليفة الله على الأرض، فإن ذلك سوف يخلق عنده حافزاً كبيراً للجد في طلب العلم والوصول إلى أعلى المراتب. أما إذا انطلق في تحصيله من موقع المباهاة أو إثبات ذاته في المجتمع أو من موقع من يريد أن يزين اسمه بالشهادة الجامعية ليُقال له "الدكتور" وما إلى ذلك، فإنه - في الغالب - لن يصل إلى النتيجة المرجوة.

وعلى كل إنسان منا أن يعي أنّنا في هذه الحياة مسؤولون في أن نترك أثراً طيباً، وأن نقوم بواجباتنا قبل أن يطوينا الزمان، إننا مسؤولون عن عمرنا فيما أفنيناه وعن شبابنا فيما أبليناه، وسنُسأل يوم القيامة عن كل هذه الطاقات التي منّ اللهُ بها علينا.

وأضف إلى ذلك، إنه من الجدير بالمسلم، أن لا يفكر في نفسه وما يريحه هو فحسب في طلبه للعلم، بل أن يفكر أيضاً في أمته والنهوض بها ليكون مستقبلها زاهراً، وهذا كله يحتم عليه أن يكون سقف طموحاته عالياً ليتمكن هو وأقرانه من الطلاب والعلماء من ردم الفجوة بيننا وبين الغرب الذي سبقنا على أكثر من صعيد.

باختصار: إن مسؤوليتنا ورسالتنا وانتماءنا لهذه الأمة يفرض علينا أن نعيش حالة طوارئ ثقافية وعلمية.


 
س » ما رأيكم في الاختلاط المنتشر في عصرنا، وكيف نحاربه؟
ج »

إنّ الاختلاط قد أصبح سمة هذا العصر في كثير من الميادين، ومنها الجامعات والطرقات والساحات وكافة المرافق العامة.. والاختلاط في حد ذاته ليس محرماً ما لم يفضِ إلى تجاوز الحدود الشرعية في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين؛ كما لو أدى إلى الخلوة المحرمة بالمرأة أو مصافحتها أو كان المجلس مشوباً بأجواء الإثارة الغرائزية أو غير ذلك مما حرمه الله تعالى.

وفي ظل هذا الواقع، فإنّ العمل على تحصين النفس أولى من الهروب أو الانزواء عن الآخرين بطريقة تشعرهم بأن المؤمنين يعيشون العُقد النفسية. إن على الشاب المسلم أن يثق بنفسه وأن يفرض حضوره ووقاره، وأن يبادر إلى إقناع الآخرين بمنطقه وحججه، وأن يبيّن لهم أن الانحراف والتبرج والفجور هو العمل السيّئ الذي ينبغي أن يخجل به الإنسان، وليس الإيمان ومظاهر التدين.

وأننا ندعو شبابنا عامة وطلاب الجامعات خاصة من الذكور والإناث إلى أن يتزينوا بالعفاف، وأن يحصنوا أنفسهم بالتقوى بما يصونهم من الوقوع في الحرام.


 
س » كيف يمكن التخلص من السلوكيات والعادات السيئة؟
ج »

إن التغلب على السلوكيات الخاطئة أو العادات السيئة – بشكل عام – يحتاج بعد التوكل على الله تعالى إلى:

أولاً: إرادة وتصميم، ولا يكفي مجرد الرغبة ولا مجرد النية وانما يحتاج بالإضافة إلى ذلك إلى العزم والمثابرة وحمل النفس على ترك ما اعتادته.

ثانياً: وضع برنامج عملي يمكّن الإنسان من الخروج من هذه العادة السيئة بشكل تدريجي؛ وأرجو التركيز على مسألة "التدرج" في الخروج من هذه العادات السيئة؛ لأن إدمان النفس على الشيء يجعل الخروج منه صعباً ويحتاج إلى قطع مراحل، وأما ما يقدم عليه البعض من السعي للخروج الفوري من هذه العادة، فهو - بحسب التجربة - سيُمنى في كثير من الأحيان بالفشل. والله الموفق


 
 
  مقالات >> اجتماعية
دور الحب وانتظام الحياة الاجتماعية
الشيخ حسين الخشن



  وإذا كان الحبّ الفطري هو الذي يحكم علاقتنا بالوطن والأرض والحيوان والجبال، فالأوْلى أن يحكم - هذا الحبّ - علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، بل لا مفرّ لنا إذا أردنا بناء مجتمع متماسك ومتضامن ومتكافل من أن ننشر ثقافة التحابّ والتراحم بين أبنائه، فهذه الثقافة هي التي تخفِّف من غلواء

الخلافات البغيضة والعصبيات المقيتة والتوترات الاجتماعية وتحدّ من تأثيراتها السلبيّة، وإنّ مجتمعاً تتراجع فيه عاطفة الحبّ لتحلّ محلّها الكراهية والحقد هو دون شكّ مجتمع محكوم بالانهيار الداخلي عاجلاً أم آجلاً.

 

في ضوء ذلك، فإنّ من الطبيعيّ أن نحرص على قيمة الحبّ الفطريّة وأن ننمِّيها وأن نطوّرها ونعمل على جعلها هي اللغة التي تحكم العلاقات الإنسانية على اختلاف دوائرها ومستوياتها، ما يجعل من الحبّ منهج حياة في تعاملنا مع الناس جميعاً، وليس مجرّد إحساس عاطفي نبيل.

 

 وفيما يلي نستعرض بعض تلك الدوائر التي ينبغي أن تحكمها العواطف الإنسانية النبيلة، وعلى رأسها عاطفة الحبّ:

 

1- المودّة والعلاقة الزوجية

 

 ففي دائرة العلاقات الزوجيّة يلعب الحبّ دور المحور ويمثّل الضمانة لاستمراريّة تلك الحياة واستقرارها، يقول الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21]، فالمودّة – طبقاً لهذه الآية الشريفة - هي التي ينبغي أن تكون حاكمةً بين الزوج

وزوجته، وهي لا شك كفيلة بأن تذلّل الصّعاب وتنزع أسباب التوتر والشقاق.

 

وحيث إنّ جذوة الحبّ قد تذوي مع مرور الوقت، كان من الملحّ أن يعمل الزوجان على بقائها حيّةً ومستمرّة، وذلك بابتكار أساليب خاصّة تجنّب العلاقة الزوجيّة الروتين المملّ، ويأتي على رأس ذلك اهتمام كلّ طرف بمشاعر الشريك الآخر والعمل على اجتناب ما يتنفرّ منه من سلوكيات أو أعمال

أو مظاهر، ومن هنا نجد أنّ الوصايا النبويّة أرشدت إلى ضرورة أن يهيّأ كلّ واحد من الزّوجين نفسه للآخر تمهيداً للعلاقة الخاصة بينهما، فضلاً عن توفير ما يشدّه إليه، ففي الرواية عن الحسن بن جهم قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام (الإمام موسى بن جعفر الكاظم) اختضب، فقلت: جعلت

فداك اختضبت! (أي أراك استعملت الخضاب، وهو الحِنّاء)

 

 فقال: نعم إنّ التهيئة مما تزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء «نساء» العفّة بترك أزواجهن التهيئة.

 ثمَّ قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟

قلت: لا.

 قال: فهو ذاك. ثمَّ قال: من أخلاق الأنبياء صلوات الله عليهم التنظّف والتطيّب وحلق الشّعر.."[1].

 

ومن هذه الأساليب أيضاً الحرص على إظهار مشاعر الحبّ تجاه الشريك الآخر وعدم إبقائها حبيسة النفس، لأنّ لإظهارها أثراً كبيراً وطيّباً على مشاعر الطرف الآخر، وهو يُدخل المسرّة على قلبه، ولا سيّما الزوجة، ففي الحديث عن رسول الله (ص): "قول الرجل للمرأة: إنّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"[2].

 

 

2-  الحبّ بين الأبناء وبين الآباء والأمهات

 

 وفي دائرة العلاقة بين الآباء والأمهات من جهة وبين الأبناء من جهة أخرى، فإنّ المحبّة والمودّة تمثّلان صمّام أمان لبقاء الأسرة متضامنة متعاونة متماسكة، وضماناً لحمايتها من التصدّع والانهيار، وتشجيعاً على هذا المعنى وتأكيداً عليه تأتي الوصايا – وهي وصايا للآباء والأمّهات معاً -

المرويّة عن رسول الله (ص) والأئمة من أهل البيت (ع) حول ضرورة وأهمية محبّة الأطفال.

ففي الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام قال : "إنّ الله ليرحم العبد لشدّة حبّه لولده"[3].

 

وعن أبي عبد الله (ع) قال: "قال موسى بن عمران ( ع ): يا ربّ أيّ الأعمال أفضل عندك؟ فقال: حبّ الأطفال فإنّي فطرتهم على توحيدي، فإنّ أَمَتُّهُم أدخلتهم برحمتي جنَّتي"[4].

 

ومحبّة الأطفال هي عنصر هام في نجاح العمل التربوي، فإنّ حاجة الأطفال إلى الغذاء العاطفي لا تقلّ عن حاجتهم إلى الغذاء المادي، وإنّ أيّ نقص في الإشباع العاطفي سيترك أثراً سلبيّاً على مستقبل الأطفال وتوازن شخصيّتهم.

 

 وفي المقابل فإنّ الولد مأمور ومدعوّ - أيضاً - بأن يبادل والديه الحبّ بالحبّ، وأن يُخفض لهما جناح الذلّ من الرّحمة، ولا سيّما إذا صارا إلى سنّ الشيخوخة والعجز، وهو ما يعبّر عنه القرآن الكريم بـ "أرذل العمر"، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغن عندك

الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا} [الإسراء 23 – 24].

 

إنّ محبّة الولد لوالديه هي أضعف الإيمان وأقلّ الواجب تجاههما، فهما أصله وسبب وجوده، ومهما بذل من جهد في الإحسان إليهما والبّر بهما فلن يوفيّهما القليل من حقوقهما، ومع الأسف فإنّ بعض الأبناء قد تبرد عاطفته تجاه أبويه أو أحدهما لسبب من الأسباب، فيحتاج دائماً إلى أن ينشّط هذه

العاطفة باستذكار حقّ الأبوين وما عانياه مع الولد في الصّغر وما تحمّلاه من الأذى لأجل راحته، وقد وجدنا أنّ الإمام زين العابدين (ع) يطلب إلى الله تعالى أن يعطف قلبه عليهما ويُعينه على برّهما واستحضار حقوقهما، يقول عليه السلام: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وأَبَرُّهُمَا

بِرَّ الأُمِّ الرَّؤوفِ، واجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وبِرِّي بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أُوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا، وأُقَدِّمَ عَلَى رِضَايَ رِضَاهُمَا وأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وإِنْ قَلَّ، وأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وإِنْ كَثُرَ، اللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وأَطِبْ لَهُمَا كَلَامِي، وأَلِنْ لَهُمَا

عَرِيكَتِي، واعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وعَلَيْهِمَا شَفِيقاً. اللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي، وأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، واحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاه مِنِّي فِي صغري"[5].

 

بيان: العسوف: الظلوم، والوسنان: النعسان، وعريكتي: طبيعتي ونفسي، يقال: رجل ليّن العريكة: إذا كان سلساً خلوقاً.

 

 

3- مودّة الجيران من مكارم الأخلاق

 

ومن جملة الدوائر الاجتماعيّة التي أولاها الإسلام أهميّة خاصة: دائرة الجيران، حيث الحاجة ماسّة إلى أن تقوم علاقة المرء بجيرانه على أساس من المودّة والاحترام المتبادل، لأنّ التباغض بين الجيران يسبّب نكد الحياة ويعكّر مزاج المرء ويوتّر أعصابه ويجرّ عليه الكثير من المتاعب

الاجتماعية والصحيّة، وليس هناك ضامن أو مساعد على تخفيف التوتّر والتشنّج الذي قد ينشب بين المتجاورين أفضل من المودّة الصادقة والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل، ومن هنا فقد عدّت بعض الروايات "التودّد إلى الجيران" في عداد "مكارم الأخلاق"، ففي الحديث عن الإمام الصادق

(ع): "إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض يقسمها الله ..: صدق الحديث .. والتودّد إلى الجار والصاحب"[6]، والتودّد هو أسلوب يرمي إلى اكتساب ودِّ الآخرين وليس مداهنتهم أو التذلّل لهم، كما سيأتي توضيح ذلك لاحقاً.

 

 وقد تكون الخطوة الأولى في هذا المقام هي التعرّف على الجار من خلال زيارته وتوثيق عرى العلاقة معهعلى أساس من الصداقة والأخوّة، وبذلك يتسنّى لك معرفة طباعه وهمومه ومشاكله، فتسعى في الحدّ الأدنى إلى تجنب ما يؤذيه ويزعجه وتحرص على مداراة مشاعره، وقد تسعى للتخفيف

عنه ومساعدته.

 

 ولأنّ للجوار أهميةً بالغة في استقرار حياة الإنسان وسعادته، فقد ورد التأكيد على ضرورة اختيار الجار، ففي الحديث المعروف عن أمير المؤمنين (ع): "سلْ عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار"[7].

 

 

4-  شعار أخوّة الدين .. "رحماء بينهم"

 

ولو انطلقنا إلى دائرة الأخوان في الدين، فإنّ توصيفهم القرآني بأنّهم {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]، كافٍ للتدليل على نوعيّة العلاقة التي لا بدّ أن تحكم المجتمع الإيماني، وهي علاقة التحابّ والتراحم، ومحبّة الأخ لإخوانه هي حقّ من حقوقهم عليه، كما جاء في الحديث الشريف المتضمّن لبيان حقّ

المؤمن على أخيه المؤمن: "أن يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها"[8]، وهذا الحديث يقدّم لنا قاعدة هامة على صعيد ضبط حركة المشاعر تجاه الآخرين، ومفاد هذه القاعدة أنّ على الإنسان أن يجعل من نفسه ميزاناً يحكم العلاقة بينه وبين غيره من الناس ولا سيما الإخوان،

ويحدّد على ضوء ذلك كيفيّة تعاطيه معهم، فما يحبّ أن تتعامل به الناس معه، فليتعامل به معهم، وما يكره أن يعاملوه به فليحرص أن لا يتعامل به مع الآخرين.

 

وإنّه لخلل كبير في إيمان الإنسان الذي يحمل في قلبه الكراهية والحسد والضّغينة لإخوانه المؤمنين، فإنّ الإيمان لا بدّ أن يدفع نحو التآخي والتآلف والتّراحم، وأن يساهم في تطهير القلب من الضغائن والأحقاد، قال تعالى في الحديث عن المؤمنين: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا

مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال 63].

 

 ويشير حديث شريف إلى أنّ محبّة المؤمن لأخيه المؤمن هي من شُعَب الإيمان، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ودّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شُعَب الإيمان.."[9].

 

وفي ضوء هذا، فإنّ ميزان صدق الإيمان لدى الفرد أو الجماعة لا يكون بكثرة المزاعم والادعاءات أو بمجرد الاكتفاء بالمظاهر والشكليّات، وإنّما يكون بمقدار تَمَثُّلِ قيمِ المحبّة والتراحم وانعكاسها في سلوك الفرد والجماعة، وقد سئل الإمام أبو الحسن موسى الكاظم (ع): أيّنا أشدّ حبّاً لدينه؟ قال:

"أشدّكم حبّاً لصاحبه"[10].

 

ويؤسفني القول: إنّ مجتمعنا الإيماني - على مستوى الظاهرة - بعيد عن هذه القيم الأخلاقية، بدليل ما نراه من انتشار للضغينة والتحاسد والتباغض بين أبناء هذا المجتمع .

 

وتذكر بعض الروايات ميزاناً جميلاً للتفاضل بين مؤمن وآخر، وهو ميزان مأخوذ من مبدأ الحبّ عينه، فمن كان منهما أشدّ حبّاً لصاحبه فهو أكثر إيماناً، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "ما التقى مؤمنان قطّ إلاّ كان أفضلهما أشدّهما حبّاً لأخيه"[11].

 

 

5-  الحبّ وتحطيم الحواجز مع الآخر

 

 ولو انطلقنا إلى الدائرة الإنسانية الأوسع، وهي دائرة علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، فإنّ قيمة الحبّ في هذه الدائرة أيضاً هي الكفيلة بفتح قلوب الناس بعضها على البعض الآخر، وتحطيم السدود وتذليل الصعاب ورفع الحواجز فيما بينهم، ما يساهم في تخفيف النزاعات والتوترات والأحقاد

ويساعد – أيضاً - على تنظيم الاختلافات وحسن إدارتها، ومن هنا دعت تعاليم الأنبياء(ع) كافّة، وعلى رأسهم النبيّ الخاتم محمّد (ص) إلى عدم وضع السدود مع الآخرين، بل أكّدت وصاياهم على ضرورة اختراق الحواجز المذهبيّة والطائفيّة والعرقيّة وغيرها بغية الوصول إلى جميع الناس.

 

 وإذا كان المسلم يعتقد أنّ دينه هو خير دين، وأنّه يحمل من المفاهيم العقديّة والتشريعيّة والأخلاقيّة ما يمثّل خشبة الخلاص للإنسانيّة، فإنّ هذه القناعة وإن كانت حقاً بالنسبة إليه إلاّ أنّه لا يتسنى له فرضها على الآخرين بالقوة أو باستخدام أساليب العنف سواءً الجسدي أو الكلامي، بل الطريق

الأمثل لذلك هو إقناع الآخرين بها، وأفضل طرق الإقناع هي الطريق التي تحبّب الآخر بك وتفتح قلبه عليك، فإذا أحبّك أصغى إليك واستمع إلى كلامك واقتنع بحجتك.

 

ولا شكّ أنّ دعوة الأنبياء والرسل (ع) ما كان لها أن تنتشر وتلقى الصدى الطيب والواسع في نفوس هذا العدد الكبير من النّاس على مرّ التاريخ إلاّ لأنّهم (ع) – بالإضافة إلى انسجام دعوتهم مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها- كانوا أصحاب قلوبٍ كبيرة تحمل الحبّ للإنسان وتعيش همّ هدايته

ويقلقها كثيراً انحرافه عن خطّ الإيمان أو عن جادة الشريعة أو ابتعاده عن مكارم الأخلاق.

 

 وهذا ما كان عليه نبيّنا الأكرم (ص)، كان صاحب القلب المفعم بالحبّ لكلّ الناس ممّن يؤمنون به أو يخاصمونه، وكان يؤلمه كثيراً أن لا يصغي بعض الناس إلى دعوته ويواجهونه بالجحود والاستهزاء، حتى أنّ الله تعالى كان يخفّف عليه (ص) ويُهَدِّأُ من روعه ويدعوه إلى أن يرحم نفسه وأن لا

يحزن كثيراً ولا يأسف لإعراض قومه عن الهدى والحقّ، قال تعالى مخفّفاً عليه (ص): {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى} [طه 1 - 2].

 

 ودعاه في آية أخرى أن لا يعيش الألم والحسرة بسبب عدم إيمان قومه برسالته، قال تعالى: {لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء 3]، والبخوع هو إهلاك النفس من شدة الغمّ والوجد والحزن.

 

وهذا الحبّ والاشفاق وذاك الألم والغمّ بسبب ابتعاد الناس عن طريق الهدى قد انعكس على أساليب الدعوة التي انتهجها الأنبياء (ع)، فكانت أساليب محبَّبة غير منفِّرة، عنوانها الحكمة وشعارها الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم

بالتي هي أحسن} [النحل 125]، وأسلوب اللين في الدعوة إلى الله هو مبدأ أساسي لا مجال لتخطيه على الإطلاق، بل ينبغي اعتماده حتى مع العتاة والطغاة، فضلاً عن عامة الناس، قال تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ

يَخْشَى} [طه 43، 44].  

 

 

6- الحاكم وضرورة حبّ المواطنين

 

وعلى مستوى علاقة الحاكم أو المسؤول بالمواطنين أو ما قد يُصطلح عليهم بـ"الرعيّة"، فإنّ المطلوب منه أن يعيش الحبّ لهم، وأن يهتّم لقضاياهم ولأوجاعهم وأحزانهم ومعاناتهم. صحيح أنّ شخصيّة الحاكم لا بدّ أن تتحلّى بالحزم والثبات، لكن على أن لا يتحوّل هذا الحزم إلى قسوة أو ظلم أو

انتقام، وعلى أن لا يتحوّل الثبات إلى استبداد واستكبار. إنّ الحاكم عندما يحبّ الناس سيكون ذلك أدعى لأن يعدل بينهم ويعطي كلّ ذي حقّ حقّه، ويهتمّ لأمورهم ويسهر على متابعة مشاكلهم وإيجاد الحلول اللازمة لمعاناتهم والتفكير في أفضل السبل لإسعادهم. وأما إذا لم ينبض قلبه بحبّ الناس،

فلن يهتمّ بهم ولن يصغيَ إلى همومهم ولن تعنيه أوجاعهم شيئاً ولن يصغي إلى شكايتهم، يقول أمير المؤمنين علي (ع) في عهده المعروف لمالك الأشتر: "وأشعِرْ قلبَكَ الرّحمةَ للرعيّةِ والمحبّةَ لهم، واللطفَ بهم، ولا تَكُونَنَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنمُ أَكْلَهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخٌ لكَ في الدينِ، أو

نظيرٌ لكَ في الخَلْق يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويُؤتي على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطْهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه"[12].

 

 وما كان عليّ (ع) ليوصي مالك الأشتر أو غيره من الولاة والموظفين بهذه الوصيّة الداعية إلى حبّ الناس واللطف بهم إلاّ لأنّه (ع) كان يعيش هذه المعاني العالية ويحمل هذه القيم السامية.

 

والحقيقة أنّ ما جاء في عهد عليّ(ع) المذكور إلى مالك الأشتر عندما ولاّه مصر ليس مجرّد وصيّة حاكم إلى جهازه التنفيذي والإداري، فإنّ العهد المذكور هو نصّ قانونيّ بامتياز ووثيقة دستورية تُعتبر من أهم الوثائق القانونيّة في الفقه الدستوري والسياسي الإسلاميّ، ولذا لم تخطئ الأمم المتحدة

ممثّلة برئيسها "كوفي أنان" عندما دعت إلى اعتماد العهد المذكور كأحد مصادر التشريع الدولي.

 

وفي ضوء الوثيقة القانونيّة المتقدّمة لأمير المؤمنين (ع) يكون من المهمّ جدّاً بل من اللازم أن يُراعى ما جاء فيها ويؤخذ كمعيار في اختيار الموظفين في جهاز الدولة، ولا سيّما الأفراد الذين يقتضي عملهم أن يكونوا على تماسٍ مباشر مع الناس، وذلك بأن يكون هؤلاء من أصحاب الابتسامة

والوجه البشوش، وأن يتجنبوا العبوس في وجه الناس، فضلاً عن التعامل الفظّ معهم أو الإغلاظ لهم بالقول أو الفعل، لأنّ الموقع الذي يجلس فيه الموظف ليس ملكاً شخصيّاً له، كما أنّ الناس ليسوا عبيداً عنده، فيجدر بالموظّف في جهاز الدولة أن يعلم أنّه خادم للناس، وأن يحترم مشاعرهم

وكرامتهم،  وليس مسموحاً له على الإطلاق أن يخدش مشاعرهم أو يهين كرامتهم أو يسيء إلى إنسانيتهم، وفي الوقت عينه يجدر بعامة الناس احترام هذا الموظف ورعاية مشاعره، ويحرم عليهم التطاول عليه أو تحقيره وإهانته.

 

إنّ الحاكم الذي لا يمتلك عاطفة جيّاشة تغمر قلبه بحبّ الناس ومداراة مشاعرهم هو حاكم لا يرجى عدله، ولو أنّك دخلت إلى حياة معظم الطغاة والظالمين لاكتشفت أنّ ما أوصلهم إلى ما هم عليه من العدوانيّة تجاه الناس هو أنّ ثمّة نقصاً ما في العواطف الإنسانيّة لديهم، وربّما تعرضوا في سِنِيّ

عمرهم الأولى إلى اعتداء ظالم أو إجحاف أو نقص عاطفيّ، الأمر الذي تحوّل عندهم إلى حقد دفين على المجتمع الذي ظلمهم ولم يهتمّ بهم، ولذا فإنّ ما يرتكبونه بعد ذلك من جرائم هو – من حيث يشعرون أو لا يشعرون- ردّة فعل على ما حصل معهم وتعرضّوا له من ظلم.

 

 

هذا المقال جزء من المحور الأول من كتاب "وهل الدين إلا الحب؟"

نُشر على الموقع في 29-7-2015

 

 


[1] الكافي ج 5 ص 567 ، وقريب منه ما رواه الصدوق في كتاب: من لا يحضره الفقيه ج 1 ص122.

[2] الكافي ج5 ص569.

[3] الكافي ج6 ص50.

[4] المحاسن للبرقي ج1 ص293.

[5] الصحيفة السجادية، من دعائه (ع) لأبويه.

[6] وسائل الشيعة ج 11 ص 434، الباب 49 من أبواب آداب السفر الحديث 4.

[7] الكافي ج 8 ص 24، ونهج البلاغة ج 3 ص 56.   

[8] هذا الحديث في المقطع الأول منه مروي عن رسول الله(ص)، انظر: صحيح البخاري ج 1 ص 9، وصحيح مسلم ج1 ص 26، ومروي بأجمعه وبالصيغة المذكورة أعلاه عن أمير المؤمنين (ع) انظر: المحاسن للبرقي ج 1ص 10.

[9] الكافي ج2 ص125.

[10] الخرائج والجرائح للرواندي ج1 ص 411.

[11] الكافي ج2 ص27.

[12] نهج البلاغة ج 3 ص 84، ويفرط: يسبق، والزلل: الخطأ، ويُؤتى على أيديهم في العمد والخطأ: أصله تأتي السيئات على أيديهم، أنظر: شرح الشيخ محمد عبدة للفقرة المذكورة.

 

 

 

 

 






اضافة تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

موضوع *

الرسالة *


 


 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon