حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » أنا طالب علم، لدي خوف من أن أتكلم بغير علم.. ما الحل؟
ج »

وعليكم السلام

لا بد لطالب العلم في مساره العلمي أن يتسلح بأمرين أساسيين:
الأول: الاستنفار العلمي وبذل الجهد الكافي لمعرفة قواعد فهم النص واستكناه معناه ودلالاته بما يعينه على التفقه في الدين وتكوين الرأي على أسس صحيحة.
الثاني: التقوى العلمية ويُراد بها استحضار الله سبحانه وتعالى في النفس حذراً من الوقوع في فخ التقوّل على الله بغير علم. ومن الضروري أن يعيش مع نفسه حالة من المحاسبة الشديدة ومساءلة النفس من أن دافعه إلى تبني هذا الرأي أو ذاك: هل هو الهوى والرغبة الشخصية أم أن الدافع هو الوصول إلى الحقيقة ولو كانت على خلاف الهوى.
أعتقد أن طالب العلم إذا أحكم هذين الامرين فإنه سيكون موفقاً في مسيرته العلمية وفيما يختاره من آراء أو يتبناه من موقف.

 
س » كيف علمنا أن الصحيفة السجادية ناقصة؟ وهل ما وجده العلماء من الأدعية صحيح؟؟
ج »

أقول في الإجابة على سؤالكم:

أولاً: إن الصحيفة السجادية في الأصل تزيد على ما هو واصل إلينا وموجود بين أيدينا، قال المتوكل بن هارون كما جاء في مقدمة الصحيفة: " ثم أملى عليّ أبو عبد الله (ع) الأدعية، وهي خمسة وسبعون باباً، سقط عني منها أحد عشر باباً، وحفظت منها نيفاً وستين باباً"، بيد أن الموجود فعلاً في الصحيفة الواصلة إلينا هو أربعة وخمسون دعاء. آخرها دعاؤه في استكشاف الهموم، وهذا آخر دعاء شرحه السيد علي خان المدني في رياض السالكين، وكذا فعل غيره من الأعلام.

ثانياً: إن سقوط عدد من أدعية الصحيفة وضياعها دفع غير واحد من الأعلام للبحث والتتبع في محاولة لمعرفة ما هو الضائع منها، وبحدود اطلاعي فإنهم عثروا على أدعية كثيرة مروية عن الإمام زين العابدين (ع)، لكنهم لم يصلوا إلى نتائج تفيد أن ما عثروا عليه هو من الأدعية الناقصة منها، ولذا عنونوا مؤلفاتهم بعنوان مستدركات على الصحيفة، ولم يجزموا أن ما جمعوه من أدعية هو الضائع من أدعية الصحيفة. وهذا ما تقتضيه الضوابط العلمية والدينية، فما لم يعثر الإنسان على نسخة قديمة موثوقة أو قرائن مفيدة للوثوق بأن هذا الدعاء أو ذاك هو من جملة أدعية الصحيفة فلا يصح له إضافة بعض الأدعية على الصحيفة بعنوان كونها منها.

ثالثاً: لقد ابتُلينا بظاهرة خطيرة، وهي ظاهرة الإضافة على الصحيفة أو غيرها من كتب الأدعية، وهذا العمل هو خلاف الأمانة والتقوى، وقد ترتّب على ذلك الكثير من المفاسد، وأوجب ذلك وهماً للكثيرين، فتوهموا أن بعض الأدعية هي جزء من الصحيفة السجادية المشهورة، ومردّ ذلك بكل أسف إلى أن مجال الأدعية والزيارات شرعة لكل وارد، وتُرك لأصحاب المطابع والمطامع! وأعتقد أن هذا العبث في كتب الأدعية والزيارات ناشئ عن عدم عناية العلماء بالأمر بهذه الكتب كما ينبغي ويلزم، كما نبه عليه المحدث النوري في كتابه "اللؤلؤ والمرجان" مستغرباً صمت العلماء إزاء التلاعب والعبث بنصوص الأدعية والزيارات مما يعدّ جرأة عظيمة على الله تعالى ورسوله (ص)!

رابعاً: أما ما سألتم عنه حول مدى صحة الأدعية الواردة بعد دعاء استكشاف الهموم، فهذا أمر لا يسعنا إعطاء جواب حاسم وشامل فيه، بل لا بدّ أن يدرس كل دعاء على حدة، ليرى ما إذا كانت قرائن السند والمتن تبعث على الحكم بصحته أم لا. فإن المناجاة الخمس عشرة بنظرنا لم تصح وربما كانت من وضع الصوفية، وقد أوضحنا ذلك بشكل مفصل في كتاب الشيع والغلو.


 
س » ابني المراهق يعاني من التشتت، وأنا جدا قلق ولا اعرف التصرف معه، ما هي نصيحتكم؟
ج »

التشتت في الانتباه في سن المراهقة مع ما يرافقه من الصعوبات هو في حدود معينة أمر طبيعي وظاهرة تصيب الكثير من المراهقين ولا سيما في عصرنا هذا.

وعلينا التعامل مع هذه المرحلة بدقة متناهية من الاستيعاب والتفهم والإرشاد والتوجيه وتفهم سن المراهق، وأن هذه المرحلة تحتاج إلى أسلوب مختلف عما سبقها.

فالمراهق ينمو لديه الإحساس بالذات كثيرا حتى ليخيل إليه أنه لم يعد بحاجة إلى الاحتضان والرعاية من قِبل والديه.

وبالتالي علينا أن نتعامل معه بأسلوب المصادقة "صادقه سبعا.." والتنبه جيدا للمؤثرات التي تسهم في التأثير على شخصيته واستقامته وتدينه، ومن هذه المؤثرات: الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن نصيبها ودورها في التأثير على المراهق هو أشد وأعلى من دورنا.

وفي كل هذه المرحلة علينا أن نتحلى بالصبر والأناة والتحمل، وأن نبتدع أسلوب الحوار والموعظة الحسنة والتدرج في العمل التربوي والرسالي.

نسأل الله أن يوفقكم وأن يقر أعينكم بولدكم وأن يفتح له سبيل الهداية. والله الموفق.


 
س » اعاني من عدم الحضور في الصلاة، فهل أحصل على الثواب؟
ج »
 
لا شك أن العمل إذا كان مستجمعا للشرائط الفقهية، فهو مجزئٌ ومبرئٌ للذمة. أما الثواب فيحتاج إلى خلوص النية لله تعالى بمعنى أن لا يدخل الرياء ونحوه في نية المصلي والعبادة بشكل عام.
ولا ريب أنه كلما كان الإنسان يعيش حالة حضور وتوجه إلى الله كان ثوابه أعلى عند الله، لكن لا نستطيع نفي الثواب عن العمل لمجرد غياب هذا الحضور في بعض الحالات بسبب الظروف الضاغطة على الإنسان نفسيا واجتماعيا.
لكن على الإنسان أن يعالج مشكلة تشتت الذهن أثناء العمل العبادي وذلك من خلال السعي الجاد للتجرد والابتعاد عن كل الهواجس والمشكلات أثناء الإقبال على الصلاة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، باستحضار عظمة الله عز وجل في نفوسنا وأنه لا يليق بنا أن نواجهه بقلب لاهٍ وغافل. والله الموفق.

 
س » أنا إنسان فاشل، ولا أتوفق في شيء، وقد كتب عليّ بالخسارة، فما هو الحل؟
ج »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً: التوفيق في الحياة هو رهن أخذ الإنسان بالأسباب التي جعلها الله موصلة للنجاح، فعلى الإنسان أن يتحرك في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية وفق منطق الأسباب والسنن. على سبيل المثال: فالإنسان لن يصل إلى مبتغاه وهو جليس بيته وحبيس هواجسه، فإذا أراد الثروة فعليه أن يبحث عن أسباب الثروة وإذا أراد الصحة فعليه أن يأخذ بالنصائح الطبية اللازمة وإذا أراد حياة اجتماعية مستقرة عليه أن يسير وفق القوانين والضوابط الإسلامية في المجال الاجتماعي وهكذا.

ثانياً: لا بد للإنسان أن يعمل على رفع معوقات التوفيق، وأني أعتقد أن واحدة من تلك المعوقات هي سيطرة الشعور المتشائم على الإنسان بحيث يوهم نفسه بأنه إنسان فاشل وأنه لن يوفق وأنه لن تناله البركة الإلهية.

إن هذا الإحساس عندما يسيطر على الإنسان فإنه بالتأكيد يجعله إنسانا فاشلا ومحبطا ولن يوفق في حياته ولذلك نصيحتي لك أن تُبعد مثل هذا الوهم عن ذهنك وانطلق في الحياة فإن سبيل الحياة والتوفيق لا تعد ولا تحصى.


 
س » ما هو هدف طلب العلم الذي يجب أن يكون؟
ج »

عندما ينطلق المسلم في طلبه للعلم من مسؤوليته الشرعية الملقاة على عاتقه ومن موقع أنه خليفة الله على الأرض، فإن ذلك سوف يخلق عنده حافزاً كبيراً للجد في طلب العلم والوصول إلى أعلى المراتب. أما إذا انطلق في تحصيله من موقع المباهاة أو إثبات ذاته في المجتمع أو من موقع من يريد أن يزين اسمه بالشهادة الجامعية ليُقال له "الدكتور" وما إلى ذلك، فإنه - في الغالب - لن يصل إلى النتيجة المرجوة.

وعلى كل إنسان منا أن يعي أنّنا في هذه الحياة مسؤولون في أن نترك أثراً طيباً، وأن نقوم بواجباتنا قبل أن يطوينا الزمان، إننا مسؤولون عن عمرنا فيما أفنيناه وعن شبابنا فيما أبليناه، وسنُسأل يوم القيامة عن كل هذه الطاقات التي منّ اللهُ بها علينا.

وأضف إلى ذلك، إنه من الجدير بالمسلم، أن لا يفكر في نفسه وما يريحه هو فحسب في طلبه للعلم، بل أن يفكر أيضاً في أمته والنهوض بها ليكون مستقبلها زاهراً، وهذا كله يحتم عليه أن يكون سقف طموحاته عالياً ليتمكن هو وأقرانه من الطلاب والعلماء من ردم الفجوة بيننا وبين الغرب الذي سبقنا على أكثر من صعيد.

باختصار: إن مسؤوليتنا ورسالتنا وانتماءنا لهذه الأمة يفرض علينا أن نعيش حالة طوارئ ثقافية وعلمية.


 
س » ما رأيكم في الاختلاط المنتشر في عصرنا، وكيف نحاربه؟
ج »

إنّ الاختلاط قد أصبح سمة هذا العصر في كثير من الميادين، ومنها الجامعات والطرقات والساحات وكافة المرافق العامة.. والاختلاط في حد ذاته ليس محرماً ما لم يفضِ إلى تجاوز الحدود الشرعية في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين؛ كما لو أدى إلى الخلوة المحرمة بالمرأة أو مصافحتها أو كان المجلس مشوباً بأجواء الإثارة الغرائزية أو غير ذلك مما حرمه الله تعالى.

وفي ظل هذا الواقع، فإنّ العمل على تحصين النفس أولى من الهروب أو الانزواء عن الآخرين بطريقة تشعرهم بأن المؤمنين يعيشون العُقد النفسية. إن على الشاب المسلم أن يثق بنفسه وأن يفرض حضوره ووقاره، وأن يبادر إلى إقناع الآخرين بمنطقه وحججه، وأن يبيّن لهم أن الانحراف والتبرج والفجور هو العمل السيّئ الذي ينبغي أن يخجل به الإنسان، وليس الإيمان ومظاهر التدين.

وأننا ندعو شبابنا عامة وطلاب الجامعات خاصة من الذكور والإناث إلى أن يتزينوا بالعفاف، وأن يحصنوا أنفسهم بالتقوى بما يصونهم من الوقوع في الحرام.


 
س » كيف يمكن التخلص من السلوكيات والعادات السيئة؟
ج »

إن التغلب على السلوكيات الخاطئة أو العادات السيئة – بشكل عام – يحتاج بعد التوكل على الله تعالى إلى:

أولاً: إرادة وتصميم، ولا يكفي مجرد الرغبة ولا مجرد النية وانما يحتاج بالإضافة إلى ذلك إلى العزم والمثابرة وحمل النفس على ترك ما اعتادته.

ثانياً: وضع برنامج عملي يمكّن الإنسان من الخروج من هذه العادة السيئة بشكل تدريجي؛ وأرجو التركيز على مسألة "التدرج" في الخروج من هذه العادات السيئة؛ لأن إدمان النفس على الشيء يجعل الخروج منه صعباً ويحتاج إلى قطع مراحل، وأما ما يقدم عليه البعض من السعي للخروج الفوري من هذه العادة، فهو - بحسب التجربة - سيُمنى في كثير من الأحيان بالفشل. والله الموفق


 
 
  نشاطات >> عامة
مقابلة تحت عنوان "عناصر القوة في الأمة"



 حسين الخشن: مساجد السلطنة تضم مختلف المدارس الفكرية.. وتعطي رسالة إلى العالم الإسلامي

(الإسلام والعنف) و(فقه القضاء) و(الشريعة تواكب الحياة) بعض مؤلفاته –
المرحلة التي تعيشها الأمة من أخطر المراحل.. وحالات التطرف تحمل رسالة مشوهة لهذا الدين –
حاوره: سالم بن حمدان الحسيني –

«رأينا ونحن ندخل إلى مساجد السلطنة الجميع صفا واحدا من مختلف المدارس الفكرية وكل الأطياف الأخرى.. الإنسان هنا بطبعه طيب هادئ قريب إلى الفطرة، وهذا ما يجعله متيقظا على نعمة الوئام الداخلي، مدركين أن تعدد الآراء يمثل غنى في الفضاء الإسلامي، فالمؤتمرات التي تحتضنها السلطنة تساهم في المزيد من التماسك بين أبناء الشعب هنا بالسلطنة وتعطي رسالة جميلة إلى العالم الإسلامي أن هذا هو السبيل الأمثل لحل مشكلاتنا، فان نختلف ليس مشكلة ولكن الأهم أن نعرف كيف ندير اختلافاتنا.. ذلك ما أوضحه الشيخ حسين الخشن أستاذ الدراسات العليا في مادتي الفقه والأصول في المعهد الشرعي الإسلامي في بيروت في هذا اللقاء. مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد للتعارف ولإدارة الخلافات، مؤكدا أن مسؤوليتنا الأخلاقية والدينية والقومية تحتم علينا أن نعيش حالة استنفار دائم لتحقيق الأهداف الكبرى التي يتطلع إليها الإنسان العربي. وناشد الشباب العربي بأن يحلّقوا في ميادين العلم، وأن يثقوا بأنفسهم وبتاريخهم وبدينهم.. التفاصيل في الحوار التالي الذي خص به (روضة الصائم) أثناء زيارته للسلطنة مؤخرا» ..

هل هي الزيارة الأولى للسلطنة.. وما هي الصورة التي انطبعت في ذاكرتك عن البلاد؟

هذه هي الزيارة الخامسة لي للسلطنة، وفي كل مرة أزورها استشعر بأريحية كبيرة قلّ ما يجد المرء نظيرا لها في العديد من الأقطار ابتداء من استقبال موظفي المطار والبسمة التي لا تكاد تفارق محياهم، وترحيبهم الحار بالزائر، فما إن يدخل الزائر إلى البلد إلا ويغمره أهلها باللطف والطيبة، ولذلك اعتقد أن هذا البلد بما يمثله من انسجام بين فئاته ووئام بين أطيافه الدينية المختلفة يعد نموذجا، ونرجو من أهل عمان أن يدركوا قيمة هذه النعمة، فالذين يعيشون في بعض البلدان التي تعيش الاهتزاز والقلق الأمني والتوتر المذهبي عندما يدخلون إلى هذا البلد يحسون بهذه النعمة العظيمة، أضف إلى ذلك أن البلد يشهد بحمد الله تطورا على كافة الصعد.. يلاحظ ذلك الإنسان الداخل إلى السلطنة سواء كان على صعيد الإنماء المتوازن أو على صعيد الحركة العلمية النشطة، وهذا كله يشكل عناصر طيبة جيدة تبشر بمستقبل زاهر لهذا البلد بإذن الله.
شعب واع

كيف يستقرئ الشيخ حسين هذا التعايش والتآلف بين مختلف المدارس الفكرية في السلطنة؟

اعتقد أن السلطة السياسية في هذا البلد لها الدور الأكبر في إرساء هذا الوئام والسلام والانسجام بين أطياف هذا المجتمع وتحفيزهم على التلاقي والتعاون فقد رأينا ونحن ندخل إلى مساجد السلطنة الجميع هنا صفا واحدا من مختلف المدارس الفكرية سواء كان إباضيا أو سنيا أو شيعيا وكل الأطياف الأخرى اضف إلى ذلك وعي الشعب العماني الذي له دور كبير أيضا في إرساء هذا الوعي وهذا السلام والتآلف والوئام، فالإنسان هنا بطبعه طيب هادئ قريب الى الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها، وهذا ما يجعله متيقظا على نعمة الوئام الداخلي فيما بينه وبين أخيه لاسيما عندما يرى الحرائق الطائفية والمذهبية التي تشتعل في المنطقة.
وأضاف: نحن كلنا اتباع دين واحد ونبي واحد فقد يكون تعدد الآراء يمثل غنى في الفضاء الإسلامي فلا يضيق احدنا بتعدد الآراء فهو غنى وثراء معرفي ومن خلاله يمكن أن تتطور نظرتنا إلى الأمور ومن خلاله يمكن أن نتطور ما وصلنا من منظومة تراثية بحاجة إلى تطوير في بعض مساراتها ومن خلال هذا التنوع وتلاقح الأفكار والتلاقي ومن خلال عقد الندوات والمؤتمرات، كمثل ندوات الفقه الإسلامي وأيضا المؤتمر العلمي الذي تنظمه كلية العلوم الشرعية وهو مؤتمر طيب وجيد وقد حضرته هذه الأطياف المختلفة وقدمت فيه بحوثا جيدة وجميلة فمثل هذه المؤتمرات التي تحتضنها السلطنة تساهم في المزيد من التماسك بين أبناء الشعب هنا بالسلطنة وتعطي رسالة جميلة إلى العالم الإسلامي أن هذا هو السبيل الأمثل لحل مشكلاتنا وليس بالسيوف وبالحراب يمكن أن نصل إلى نتيجة مرجوة، حيث إن النتيجة التي نسعد لها في الدنيا والآخرة هي النتيجة التي تنطلق من خلال منطق الحوار فإن نختلف ليس مشكلة ولكن الأهم أن نعرف كيف ندير اختلافاتنا، وهذا هو الإنجاز العظيم أن نحسن إدارة اختلافاتنا.

واقع الأمة

كيف تشخّص وضع الأمة العربية في وقتها الراهن.. وما هو المخرج في نظرك؟

-الوضع الذي يجتاح الأمة وضع مقلق ومخيف فنحن نعيش في حالة من التوتر الدائم ولا يبالغ الإنسان إذا قال: إن هذه المرحلة التي تعيشها الأمة هي من اخطر المراحل التي عرفتها حيث تمزق الأمة والخلافات وبروز حالات متطرفة تحمل رسالة مشوهة عن هذا الدين وعن رسالته، اضف إلى ذلك أن ثمة عدوا متربصا بهذه الأمة يعيش على خلافاتنا ويغذي هذه الخلافات، لذا يؤلمك هذا المشهد الذي تراه، ويبعث في الكثيرين شعورا من الإحباط لأن أمة بمثل هذا التراث والغنى الفكري، هذه الأمة التي ببركة الإسلام وصلت إلى مستويات متقدمة وأنشأت حضارة سادت أنحاء العالم إذا بها الآن تصبح عالة على هامش الأمم يتقاذفها القاصي والداني واصبح الإنسان العربي شخصا منبوذا، شخصا يخاف منه الآخرون من شكله ومن لباسه في حال أن الإنسان العربي والإنسان المسلم بشكل عام يحمل رسالة السلام التي جاء بها الإسلام، ومن هنا فإننا ندعو كافة الأصعدة من القوى الفاعلة في هذه الأمة لنبذ الفكر المتطرف ولنتعارف ولندير خلافاتنا بالحوار بدلا من أن ندير خلافاتنا بالمدافع والتقاتل والحراب، وان نسعى للتقارب فيما بيننا لتوحيد همومنا، وتوحيد قضايانا وهناك الكثير مما يجمعنا، فنحن أبناء أمة واحدة، وأبناء دين واحد، في أرض واحدة، تجمعنا تطلعات واحدة ومستقبل واحد، الأمر الذي يجعلني أقول بكل وضوح إن مسؤوليتنا الأخلاقية والدينية والقومية أن نعيش حالة استنفار دائم لتحقيق هذه الأهداف الكبرى التي يتطلع إليها الإنسان العربي في هذه البلدان كما يتطلع إليها كل إنسان في العالم، فنحن لا تنقصنا الخيرات والطاقات، نحن أمة غنية ونقع في موقع استراتيجي في غاية الأهمية على الصعيد العالمي، والعالم هو بحاجة إلينا ولسنا بحاجة إلى الآخرين، ونحن إذا تعاوننا فيما بيننا فإننا نشكل حماية لبعضنا البعض دون الحاجة إلى حماية خارجية تنهب ثرواتنا وتزرع فينا الضغينة بين أبناء هذه الأمة.
وناشد الشيخ احمد حسين الخشن شباب الأمة حيث قال: الشباب هم عماد المستقبل، والشباب هم طاقة وحيوية وعنفوان إننا نتطلع إلى هؤلاء الشباب في ميادين العلم أن نراهم محلقين ومتفوقين في الاختراعات والاكتشافات العلمية نتطلع إلى شبابنا كشباب يثقون بأنفسهم وبتاريخهم وبدينهم، نأمل منهم ألا يعيشوا الانسلاخ عن تاريخهم وألا يشعروا بالخجل من انتمائهم، فعلى الإنسان ألا يخجل بتاريخه ولا بهويته فنحن أبناء أمة قدمت الكثير للإنسانية فعلينا أن نكون مرفوعي الرأس وان نكون أنموذجا حسنا في هذا العالم وعلينا أن نسعى لتغيير واقعنا إلى ما هو افضل خاصة الشباب عليهم يسعوا إلى التغيير فهم روح التغيير في أمتنا ولا يمكن تغيير هذا الواقع بكل مشكلاته وبكل مآسيه إلا بروح الشباب المتطلع إلى الإبداع والمتطلع إلى الخير لأن من ميزة الشباب انهم يمتلكون فطرة طيبة كما ورد في بعض الأحاديث عن جعفر الصادق يقول إن الشباب أقرب إلى كل خير ولهذا نتطلع إلى هؤلاء الشباب ليكونوا مبدعين وليكونوا منتجين وألا يضيعوا شبابهم باللهو وبملذات الدنيا غير الحلال الطيب، وألا ينساقوا مع الشهوات والرغبات فيسيئوا إلى إنسانيتهم، ويسيئوا إلى مجتمعاتهم وإلى ذويهم، علينا أن نتطلع اليهم بهذه الصورة باعتبارهم قوة الحاضر وأمل المستقبل.

يذكر أن سماحة الشيخ العلامة الشيخ حسين أحمد الخشن عالم من علماء المذهب الشيعي البارزين وهو أستاذ الدراسات العليا في مادتي الفقه والأصول في المعهد الشرعي الإسلامي في بيروت، له عشرات المقالات والأبحاث والمحاضرات والندوات واللقاءات في شتى العلوم والمعارف الإسلامية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى بعض الكتب المخطوطة، منها: كتابه “فقه العلاقة مع الآخر” دراسة في فتاوى القطيعة، تحدث فيه عن المشتركات بين المدارس الإسلامية بصورة عامة فيما يتعلق بالوحدة وكذلك ما يتعلق بالتقريب وتطرق إلى نظرية أهل البيت ونظرية الإمامة، طرح هذا الكتاب زوايا مهمة في مجال وحدة الأمة كما يتضمن استشهادات عديدة واستدلالات كثيرة في الرد على الفتاوى الخارقة لوحدة الأمة.

ومن أهم مؤلفاته: «الإسلام والعنف.. قراءة في ظاهرة التكفير»، و«الإسلام والبيئة.. خطوات نحو فقه بيئي” في فقه السلامة الصحية.. التدخين نموذجا». وله كتاب « فقه القضاء» وأيضا كتاب « الشريعة تواكب الحياة» و«من حقوق الإنسان في الإسلام»، و«حقوق الطفل في الإسلام». وغيرها من المؤلفات…(الإسلام والعنف) و(فقه القضاء) و(الشريعة تواكب الحياة) بعض مؤلفاته –
المرحلة التي تعيشها الأمة من أخطر المراحل.. وحالات التطرف تحمل رسالة مشوهة لهذا الدين –
حاوره: سالم بن حمدان الحسيني –

«رأينا ونحن ندخل إلى مساجد السلطنة الجميع صفا واحدا من مختلف المدارس الفكرية وكل الأطياف الأخرى.. الإنسان هنا بطبعه طيب هادئ قريب إلى الفطرة، وهذا ما يجعله متيقظا على نعمة الوئام الداخلي، مدركين أن تعدد الآراء يمثل غنى في الفضاء الإسلامي، فالمؤتمرات التي تحتضنها السلطنة تساهم في المزيد من التماسك بين أبناء الشعب هنا بالسلطنة وتعطي رسالة جميلة إلى العالم الإسلامي أن هذا هو السبيل الأمثل لحل مشكلاتنا، فان نختلف ليس مشكلة ولكن الأهم أن نعرف كيف ندير اختلافاتنا.. ذلك ما أوضحه الشيخ حسين الخشن أستاذ الدراسات العليا في مادتي الفقه والأصول في المعهد الشرعي الإسلامي في بيروت في هذا اللقاء. مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد للتعارف ولإدارة الخلافات، مؤكدا أن مسؤوليتنا الأخلاقية والدينية والقومية تحتم علينا أن نعيش حالة استنفار دائم لتحقيق الأهداف الكبرى التي يتطلع إليها الإنسان العربي. وناشد الشباب العربي بأن يحلّقوا في ميادين العلم، وأن يثقوا بأنفسهم وبتاريخهم وبدينهم.. التفاصيل في الحوار التالي الذي خص به (روضة الصائم) أثناء زيارته للسلطنة مؤخرا» ..

هل هي الزيارة الأولى للسلطنة.. وما هي الصورة التي انطبعت في ذاكرتك عن البلاد؟

هذه هي الزيارة الخامسة لي للسلطنة، وفي كل مرة أزورها استشعر بأريحية كبيرة قلّ ما يجد المرء نظيرا لها في العديد من الأقطار ابتداء من استقبال موظفي المطار والبسمة التي لا تكاد تفارق محياهم، وترحيبهم الحار بالزائر، فما إن يدخل الزائر إلى البلد إلا ويغمره أهلها باللطف والطيبة، ولذلك اعتقد أن هذا البلد بما يمثله من انسجام بين فئاته ووئام بين أطيافه الدينية المختلفة يعد نموذجا، ونرجو من أهل عمان أن يدركوا قيمة هذه النعمة، فالذين يعيشون في بعض البلدان التي تعيش الاهتزاز والقلق الأمني والتوتر المذهبي عندما يدخلون إلى هذا البلد يحسون بهذه النعمة العظيمة، أضف إلى ذلك أن البلد يشهد بحمد الله تطورا على كافة الصعد.. يلاحظ ذلك الإنسان الداخل إلى السلطنة سواء كان على صعيد الإنماء المتوازن أو على صعيد الحركة العلمية النشطة، وهذا كله يشكل عناصر طيبة جيدة تبشر بمستقبل زاهر لهذا البلد بإذن الله.
شعب واع

كيف يستقرئ الشيخ حسين هذا التعايش والتآلف بين مختلف المدارس الفكرية في السلطنة؟

اعتقد أن السلطة السياسية في هذا البلد لها الدور الأكبر في إرساء هذا الوئام والسلام والانسجام بين أطياف هذا المجتمع وتحفيزهم على التلاقي والتعاون فقد رأينا ونحن ندخل إلى مساجد السلطنة الجميع هنا صفا واحدا من مختلف المدارس الفكرية سواء كان إباضيا أو سنيا أو شيعيا وكل الأطياف الأخرى اضف إلى ذلك وعي الشعب العماني الذي له دور كبير أيضا في إرساء هذا الوعي وهذا السلام والتآلف والوئام، فالإنسان هنا بطبعه طيب هادئ قريب الى الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها، وهذا ما يجعله متيقظا على نعمة الوئام الداخلي فيما بينه وبين أخيه لاسيما عندما يرى الحرائق الطائفية والمذهبية التي تشتعل في المنطقة.
وأضاف: نحن كلنا اتباع دين واحد ونبي واحد فقد يكون تعدد الآراء يمثل غنى في الفضاء الإسلامي فلا يضيق احدنا بتعدد الآراء فهو غنى وثراء معرفي ومن خلاله يمكن أن تتطور نظرتنا إلى الأمور ومن خلاله يمكن أن نتطور ما وصلنا من منظومة تراثية بحاجة إلى تطوير في بعض مساراتها ومن خلال هذا التنوع وتلاقح الأفكار والتلاقي ومن خلال عقد الندوات والمؤتمرات، كمثل ندوات الفقه الإسلامي وأيضا المؤتمر العلمي الذي تنظمه كلية العلوم الشرعية وهو مؤتمر طيب وجيد وقد حضرته هذه الأطياف المختلفة وقدمت فيه بحوثا جيدة وجميلة فمثل هذه المؤتمرات التي تحتضنها السلطنة تساهم في المزيد من التماسك بين أبناء الشعب هنا بالسلطنة وتعطي رسالة جميلة إلى العالم الإسلامي أن هذا هو السبيل الأمثل لحل مشكلاتنا وليس بالسيوف وبالحراب يمكن أن نصل إلى نتيجة مرجوة، حيث إن النتيجة التي نسعد لها في الدنيا والآخرة هي النتيجة التي تنطلق من خلال منطق الحوار فإن نختلف ليس مشكلة ولكن الأهم أن نعرف كيف ندير اختلافاتنا، وهذا هو الإنجاز العظيم أن نحسن إدارة اختلافاتنا.

واقع الأمة

كيف تشخّص وضع الأمة العربية في وقتها الراهن.. وما هو المخرج في نظرك؟

-الوضع الذي يجتاح الأمة وضع مقلق ومخيف فنحن نعيش في حالة من التوتر الدائم ولا يبالغ الإنسان إذا قال: إن هذه المرحلة التي تعيشها الأمة هي من اخطر المراحل التي عرفتها حيث تمزق الأمة والخلافات وبروز حالات متطرفة تحمل رسالة مشوهة عن هذا الدين وعن رسالته، اضف إلى ذلك أن ثمة عدوا متربصا بهذه الأمة يعيش على خلافاتنا ويغذي هذه الخلافات، لذا يؤلمك هذا المشهد الذي تراه، ويبعث في الكثيرين شعورا من الإحباط لأن أمة بمثل هذا التراث والغنى الفكري، هذه الأمة التي ببركة الإسلام وصلت إلى مستويات متقدمة وأنشأت حضارة سادت أنحاء العالم إذا بها الآن تصبح عالة على هامش الأمم يتقاذفها القاصي والداني واصبح الإنسان العربي شخصا منبوذا، شخصا يخاف منه الآخرون من شكله ومن لباسه في حال أن الإنسان العربي والإنسان المسلم بشكل عام يحمل رسالة السلام التي جاء بها الإسلام، ومن هنا فإننا ندعو كافة الأصعدة من القوى الفاعلة في هذه الأمة لنبذ الفكر المتطرف ولنتعارف ولندير خلافاتنا بالحوار بدلا من أن ندير خلافاتنا بالمدافع والتقاتل والحراب، وان نسعى للتقارب فيما بيننا لتوحيد همومنا، وتوحيد قضايانا وهناك الكثير مما يجمعنا، فنحن أبناء أمة واحدة، وأبناء دين واحد، في أرض واحدة، تجمعنا تطلعات واحدة ومستقبل واحد، الأمر الذي يجعلني أقول بكل وضوح إن مسؤوليتنا الأخلاقية والدينية والقومية أن نعيش حالة استنفار دائم لتحقيق هذه الأهداف الكبرى التي يتطلع إليها الإنسان العربي في هذه البلدان كما يتطلع إليها كل إنسان في العالم، فنحن لا تنقصنا الخيرات والطاقات، نحن أمة غنية ونقع في موقع استراتيجي في غاية الأهمية على الصعيد العالمي، والعالم هو بحاجة إلينا ولسنا بحاجة إلى الآخرين، ونحن إذا تعاوننا فيما بيننا فإننا نشكل حماية لبعضنا البعض دون الحاجة إلى حماية خارجية تنهب ثرواتنا وتزرع فينا الضغينة بين أبناء هذه الأمة.
وناشد الشيخ احمد حسين الخشن شباب الأمة حيث قال: الشباب هم عماد المستقبل، والشباب هم طاقة وحيوية وعنفوان إننا نتطلع إلى هؤلاء الشباب في ميادين العلم أن نراهم محلقين ومتفوقين في الاختراعات والاكتشافات العلمية نتطلع إلى شبابنا كشباب يثقون بأنفسهم وبتاريخهم وبدينهم، نأمل منهم ألا يعيشوا الانسلاخ عن تاريخهم وألا يشعروا بالخجل من انتمائهم، فعلى الإنسان ألا يخجل بتاريخه ولا بهويته فنحن أبناء أمة قدمت الكثير للإنسانية فعلينا أن نكون مرفوعي الرأس وان نكون أنموذجا حسنا في هذا العالم وعلينا أن نسعى لتغيير واقعنا إلى ما هو افضل خاصة الشباب عليهم يسعوا إلى التغيير فهم روح التغيير في أمتنا ولا يمكن تغيير هذا الواقع بكل مشكلاته وبكل مآسيه إلا بروح الشباب المتطلع إلى الإبداع والمتطلع إلى الخير لأن من ميزة الشباب انهم يمتلكون فطرة طيبة كما ورد في بعض الأحاديث عن جعفر الصادق يقول إن الشباب أقرب إلى كل خير ولهذا نتطلع إلى هؤلاء الشباب ليكونوا مبدعين وليكونوا منتجين وألا يضيعوا شبابهم باللهو وبملذات الدنيا غير الحلال الطيب، وألا ينساقوا مع الشهوات والرغبات فيسيئوا إلى إنسانيتهم، ويسيئوا إلى مجتمعاتهم وإلى ذويهم، علينا أن نتطلع اليهم بهذه الصورة باعتبارهم قوة الحاضر وأمل المستقبل.

يذكر أن سماحة الشيخ العلامة الشيخ حسين أحمد الخشن عالم من علماء المذهب الشيعي البارزين وهو أستاذ الدراسات العليا في مادتي الفقه والأصول في المعهد الشرعي الإسلامي في بيروت، له عشرات المقالات والأبحاث والمحاضرات والندوات واللقاءات في شتى العلوم والمعارف الإسلامية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى بعض الكتب المخطوطة، منها: كتابه “فقه العلاقة مع الآخر” دراسة في فتاوى القطيعة، تحدث فيه عن المشتركات بين المدارس الإسلامية بصورة عامة فيما يتعلق بالوحدة وكذلك ما يتعلق بالتقريب وتطرق إلى نظرية أهل البيت ونظرية الإمامة، طرح هذا الكتاب زوايا مهمة في مجال وحدة الأمة كما يتضمن استشهادات عديدة واستدلالات كثيرة في الرد على الفتاوى الخارقة لوحدة الأمة.
ومن أهم مؤلفاته: «الإسلام والعنف.. قراءة في ظاهرة التكفير»، و«الإسلام والبيئة.. خطوات نحو فقه بيئي” في فقه السلامة الصحية.. التدخين نموذجا». وله كتاب « فقه القضاء» وأيضا كتاب « الشريعة تواكب الحياة» و«من حقوق الإنسان في الإسلام»، و«حقوق الطفل في الإسلام». وغيرها من المؤلفات…

 






اضافة تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

موضوع *

الرسالة *


 


 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon