حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » كم كان عمر الزهراء (ع) حين زواجها من أمير المؤمنين (ع)؟ هل صحيح أن الإجماع هو على التسع من عمرها؟
ج »
 
▪️يوجد اختلاف كبير بين العلماء في تحديد عمر سيدتنا الزهراء سلام الله عليها حين زواجها من أمير المؤمنين عليه السلام، وتترواح هذه الأقوال بين تسع سنوات وعشرين سنة.
 
▪️مرد هذا الاختلاف إلى أمرين:
 
- الأول: الاختلاف في تاريخ مولدها، فهل ولدت قبل البعثة بخمس أم بعدها بخمس أو باثنتين؟ 
 
- الثاني: الاختلاف في تاريخ زواجها من أمير المؤمنين عليه السلام، حيث إن ثمة خلافاً في أنها تزوجت بعد الهجرة إلى المدينة بسنة أو بسنتين أو بثلاث.
 
▪️المعروف عند كثير من المؤرخين - كما ينقل التستري في تواريخ النبي (ص) والآل (ع) - أنها ولدت قبل البعثة النبوية بخمس سنين، وهذا ما ذهب إليه محمد بن إسحاق وأبو نعيم وأبو الفرج والطبري والواقدي وغيرهم، وعلى هذا سيكون عمرها حين الزواج ثماني عشرة سنة أو يزيد.
 
▪️ ونقل العلامة الأمين "أن أكثر أصحابنا" على أنها ولدت بعد البعثة بخمس سنين، وعلى هذا سيكون عمرها حين الزواج تسعاً أو عشراً أو أحد عشر عاماً، تبعاً للاختلاف في تاريخ الزواج.
 
⬅️ الظاهر أنه ليس هناك إجماع على أنّ عمرها عند الزواج بها كان تسع سنوات، فقد ذهب الشيخ المفيد في "مسار الشيعة" أنها ولدت بعد مبعث النبي (ص) بسنتين، وهو ظاهر الشيخ الطوسي في المصباح، بل نقل الشيخ عن رواية أنها ولدت في السنة الأولى لمبعثه الشريف، وحينئذ إذا كانت قد  تزوجت في السنة الأولى من الهجرة فيكون عمرها حين الزواج ثلاث عشرة سنة، وإذا تزوجت في السنة الثانية للهجرة سيكون عمرها أربع عشرة سنة، وإذا تزوجت في السنة الثالثة سيكون عمرها خمس عشرة سنة.
 
 وقد رجح التستري وغيره من علمائنا القول بولادتها بعد البعثة بخمس، استناداً إلى بعض الأخبار المروية عن الأئمة(ع).. وكيف كان، فتحقيق المسألة واتخاذ موقف حاسم يحتاج إلى متابعة.. والله الموفق.

 
 
  مقالات >> اجتماعية
المرأة بين الجاهلية والإسلام
الشيخ حسين الخشن



بين الجاهلية والإسلام

 

وحري بنا ونحن نبحث عن حقيقة الموقف الإسلامي من المرأة، أن نُجْرِي - كما جرت العادة في مثل هذه الموارد - مقايسةً بين حال المرأة في الجاهليّة وحالها في الإسلام. فهذه المقايسة ضروريّة، لا لأنها تمكننا من فهم النقلة النوعيّة التي أحدثها الإسلام في هذا المجال، والخطوة الكبيرة التي خطاها على صعيد إكرام المرأة وإعطائها حقوقها فحسب، بل لأنّها تساعدنا - أيضاً - على فهم الخطاب الديني الذي وسمه البعض بسمة الذكورية! والحال أنّه ليس كذلك في العمق، وإن كان قد يضطر في سياق حركته التغييرية إلى اعتماد المرونة والمداراة إلى حدٍّ معين على مستوى الأساليب والوسائل المتغيّرة، وليس على مستوى المبادئ والأصول الثابتة. والتمييز بين هذا وذاك يفترض بالعقل الاجتهادي أن يستنبطه ويكتشفه، بالعمل على رسم الحدود ووضع الفواصل بين الثابت والمتغيّر.

 

رفض المبالغة في ذمّ الجاهلية

 

وإنّي إذ أقوم بإجراء هذه المقايسة ولو بشكل عابر، فلقناعتي بأنّها مقايسة مبررة وتؤكدها الشواهد والبراهين، وليست منطلقة من رؤية مسبقة تعمل على «شيطنة» مرحلة الجاهلية بلغة خطابية مبالغ فيها، كما جرى على ذلك بعض خطابنا الديني تحقيقاً لرغبة أيديولوجية خاصة تريد الإعلاء من شأن الإسلام وتعاليمه من خلال المبالغة في تشويه صورة الجاهلية وأهلها. وحقيقة الأمر، أنّ هذا الأسلوب المُبَالِغ في ذمّ الجاهلية مجافٍ لمنطق القرآن الكريم نفسه، إذ يقول: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ} [1]. إنّ في الجاهلية من نقاط الضعف ومكامن الخلل ومؤشرات التردي الأخلاقي والانحطاط الحضاري والفكري والتفكك الاجتماعي ما يكفي لإدانتها، ولا يحتاج الأمر إلى أن نضيف على ذلك من عندنا ومن بنات أفكارنا شيئاً. إنّ الإنصاف يقتضي منا أن نعترف أنّه قد كان لدى أهل الجاهلية العديد من النقاط الإيجابية والمضيئة على الصعيد الإنساني والقيمي والأدبي، ويكفينا في هذا المقام أن نستذكر شهادة النبي(ص) بشهامة أهل الجاهلية التي دفعتهم إلى إعلان حلفٍ وإبرام اتفاقٍ وتعاقدٍ على حماية المظلوم ونصرته، وقد قال(ص) عن هذا الحلف، على ما جاء في الرواية : «لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحبُ أنّ لي به حمر النعم، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت»[2].

موقع المرأة في النظام الجاهلي

ومع اتضاح ذلك نقول: إنّ المقايسة المطلوبة في المقام بين حال المرأة في الجاهلية وحالها في الإسلام تحتاج إلى متابعة ومثابرة، وإذا كان المقام لا يسعنا للإلمام بهذه القضيّة من جميع جوانبها، فإنّنا نكتفي بما ذكره عدد من الباحثين حول نظرة الجاهلي للمرأة، فقد «عُرفت المرأة بالكيد بين الجاهليين، ونظروا إليها نظرتهم إلى الشيطان، وليست هذه النظرة العربية إلى المرأة هي نظرة خاصة بالجاهليين، بل هي نظرة عامة نجدها عند غيرهم أيضاً، بل هي وجهة نظر الرجل بالنسبة إلى المرأة في كل العالم في ذلك الوقت.. وعرفت المرأة عندهم بالمكر والخديعة، إذ كان في وسعها استدراج الرجل والمكر به.. ونظر الرجل إلى رأي المرأة على أنّ فيه وهناً وضعفاً وأنّه دون رأيه بكثير، وتصوّرَ أنّ مقاييس الحكم عندها دون مقاييسه في الدقة والضبط، ولذا رأى العرب أنّ من الحمق الأخذ برأي المرأة، فكانوا إذا أرادوا ضرب المثل بضعف رأي وخَطَلِه قالوا عنه: «رأي النساء»، و«رأي نساء»، وقالوا: «شاوروهنّ وخالفوهنّ»، لما عرف عن المرأة من تأثّر بأحكام العاطفة عندها، حتى ذهب البعض إلى عدم وجود رأي للمرأة، ولهذا قالوا: يقال للرجل: «الفند»، إذا خرف وخفّ عقله، لهرمٍ أو مرض، وقد يستعمل في غير الكبر وأصله في الكبر، ولا يقال للمرأة «مفندة»، لأنّها لم تكن في شبيبتها ذات رأي فتفند في كبرها.. ويكنِّي العرب عن المرأة بالدمية، والدمية: الصنم، وقيل الصورة المنقوشة.. وتشاءموا من بعض النسوة، وقالوا: «امرأة مشؤومة»، و«عقرى حلقى»، أي عقرها الله وحلقها، بمعنى حلق شعرها أو أصابها بوجع في حلقها، أو أنها تعقر قومها وتحلقهم بشؤمها وتستأصلهم»[3].

هذا فيما يتصل برؤية الجاهليين ونظرتهم إلى المرأة، وأمّا عن موقع المرأة في النظام الاجتماعي والحقوقي، فالأمر لا يخلو من ظلم واستتباع وإهانة، فـ «المرأة للبيت، والرجل هو «رب البيت» وسيده والمسؤول عنه، وله الكلمة على شؤونه، وهو القيم الطبيعي المسؤول عن تربية أولاده، وهو المسؤول عن إعالة زوجته وأولاده، والزوج تبع لبعلها، وعليها إطاعة أوامره، ما دامت أوامره لا تنافي الخلق والمألوف، وبيتها هو « بيت الزوجيّة»، ولسيادة الرجل على بيته وزوجته قيل له في كثير من اللغات السامية وفي جملتها اللغة العربية «بعل»، فالرجل هو بعل المرأة، ومن تلده الزوج يكون للبعل.. وللحق المتقدّم لم تمانع شرائع الجاهليين، في وأد البنات، أو قتل الأولاد، ولم تعدّ من يقتل ابنه قاتلاً، ولم تؤاخذه على فعله، حتى الأمهات لم يكن من حقهّن منع الآباء من وأد بناتهن، أو قتل أولادهنّ، لأنّ الزوج هو وحده صاحب الحقّ والقول الفصل فيمن يولد له، وليس لامرأته حق الاعتراض عليه ومنعه»[4].

وأنواع الزواج الجاهليّة والتي حرّمها الإسلام هي مؤشر آخر على امتهان الجاهلي للمرأة، فمن تلك الزيجات ما عرف باسم « نكاح المقت»، وهو أنّه إذا توفي الزوج «فإن ابنه أو قريبه يكون أولى بالمرأة من غيره، ومنها بنفسها، إن شاء نكحها وإن شاء عضلها، فمنعها من غيره ولم يزوّجها حتى تموت»[5]، ومن تلك الأنكحة الغريبة والمسيئة لكرامة المرأة، ما عرف بـ « نكاح الاستبضاع» وهو على ما يزعمون « أن يقول رجل لامرأته إذا طهرتْ من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، لتحملي منه ويعتزلها زوجها، ولا يمسها أبداً حتى يتبيّن حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا حملت أصابها زوجها إذا أحبّ، وإنّما يفعل ذلك رغبةً في نجابة الولد»[6].

إلى غير ذلك من مظاهر امتهان المرأة وهدر كرامتها في العصر الجاهلي، مما نقله لنا الرواة والمؤرخون.

الصورة كما عرضها القرآن

ثمّ إنّه لو صرفنا النظر عمّا نقله المؤرخون وأهل الأخبار حول نظرة الجاهلي للمرأة وكيفية تعامله معها، ولا سيّما أن البعض قد يشكك في صحة بعض تلك المرويات، فإنّ فيما نقله لنا القرآن الكريم حول ذلك كفاية، وهو كفيل بأن يعكس الصورة الحقيقية. وما جاء في القرآن يُظهر بجلاء أنّ حال المرأة في الجاهلية - سواء الجاهلية العربية أو سائر الجاهليات - لم يكن على ما يرام، خلافاً لما عليه الحال مع الإسلام والذي سعى إلى نقلها إلى المستوى اللائق بها، باعتبارها صنو الرجل في نظام الخلافة الإلهيّة وشريكته في مهمّة عمارة الأرض، وإليك بعض العناوين التي توضح ذلك وتبيّن صدق ما نقول:

أولاً: قد كانت المرأة لدى معظم الشعوب وفي مختلف بلاد العالم، ولا سيما عند عرب الجاهلية إنساناً منتقص الحقوق مهدور الكرامة، فهي مصدر شرّ، ومبعث تشاؤم، وإذا ولد للرجل أنثى، فإنّه يشعر بالعار والخجل، وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك أبلغ تعبير، قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [7]، ويبلغ العار والشنار بالإنسان الجاهلي فيما لو ولدت له أنثى حدّ الجرأة على وأدها (دفنها حية) في جريمة وحشية منقطعة النظير، قال تعالى في التنديد بهذه الجريمة: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} [8].

ثانياً: وقد أسلفنا أنّ النظرة الجاهليّة إلى المرأة تقوم على أساس أنّ المرأة ملحقة بالرجل، فكأنَّها ملكُهُ أو شيءٌ من أشيائه، فهو يرثها إذا مات زوجها كما يرث المتاع والعقار، فقد روي عن ابن عباس قال:«كان الرجل إذا مات أبوه أو حميمه كان أحق بامرأة الميت، إن شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي منه بصداقها أو تموت فيذهب بمالها»[9]. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} [10]، وفي أسباب النزول - فيما روي عن ابن عباس أيضاً -: «كان الرجل إذا مات، كان أولياؤه أحقّ بامرأته من وليِّ نفسِها: إن شاء بعضهم تزوّجها أو زوّجوها، وإن شاؤوا لم يزوّجوها!»[11].

ثالثاً: وعلى الصعيد الأخلاقي، عُرف عن الجاهلية استخفافٌ ذريعٌ بعفّة المرأة وشرفها، ولم يرعوِ الجاهلي الذي كان يئدُ المرأة خوف المعرّة، من العمل - أحياناً - على تحويلها إلى سلعة رخيصة في سوق الاتجار الجنسي، نظير ما يجري اليوم في بلدان تزعم التقدم وحفظ حقوق المرأة واحترامها، وكان الأمر يصل إلى حدّ إكراه المرأة على البغاء، قال تعالى مندداً بهذه الخسّة: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [12].

أجل، إنّه ومع مجيء الإسلام وبعثة النبي الأكرم(ص)، تمّ محو تلك الصورة القاتمة وطيّ هذه الصفحة المهينة للإنسان والإنسانيّة عموماً قبل أن تكون مهينة للمرأة على وجه التحديد. فقد أعاد الإسلام الاعتبار للمرأة في نظام الاجتماع البشري، وأعطاها حقوقها بما يليق بها كشريك للرجل في حمل الأمانة والنهوض بأعباء خلافة الله على الأرض.

ويجدر بنا التنبيه هنا إلى الحقيقة التالية، وهي أنّ وضع المرأة في الجاهلية العربية لم يكن أسوأ حالاً من وضعها في سائر الجاهليات التي مرّت بها معظم الشعوب ولا سيّما الشرقيّة، وستأتينا عمّا قليل صورٌ مروّعة ومشاهد مخيفة عن حالة المرأة المزرية لدى هاتيك الشعوب.

 

مقارنة بين تاريخ المرأة المسلمة وحاضرها

 

إنّ مقارنة حال المرأة بين الجاهلية والإسلام، من المؤكد أنها ستظهر لنا النقلة النوعيّة التي حصلت للمرأة المسلمة مع مجيء الدين الخاتم، بحيث يمكن القول: إنّها شاركت إلى جانب الرجل في عملية التأسيس لحركة التغيير التي أحدثها الإسلام، والفضل في ذلك يعود إلى الإسلام نفسه والذي شكّل حركة دفعٍ قويّة وثوريّة على صعيد إعطاء المرأة حقوقها كإنسان، في عالم كانت تسوده العقليّة الذكوريّة ومنطق استعباد الأنثى. لكنّ من الضروري اليوم التّوجه إلى عقد مقارنة بين حال المرأة المسلمة في صدر الإسلام وحالها في العصور المتأخرة، وصولاً إلى عصرنا الحالي، وهذه المقارنة ستُظْهِرُ - مع الأسف - أنّ المؤشر لم يكن تصاعدياً نحو الأفضل، بل كان إلى تراجع في العديد من الجوانب، فالمرأة التي حررها الإسلام من آصار الجاهلية وأغلالها، وأعطاها قوّة دفع كبيرة لتكون حاضرة في شتى ميادين الحياة، من المسجد، إلى سوح الجهاد، إلى مدارس العلم، إلى غير ذلك من ميادين الحياة، إذا بها بعد مدّة من الزمن تنكفئ - إلى حدٍّ بعيد - عن الحياة الاجتماعية، ولا تضطلع بالدور المطلوب منها على الصعيد الرسالي والعلمي والاجتماعي والتربوي؛ ولهذا لم نجد لها هذا الحضور المؤمَّل والوازن، ولا لمسنا شيئاً من الفعل التاريخي المرجو!

  قد أتاح الإسلام للمرأة أن تكون حاضرةً في شتى ميادين الجهاد وأن تقوم بالعديد من المهام الرساليّة، وسيأتي لاحقاً بيان دورها في التعبئة النفسيّة أثناء الحرب، لاحظ: المحور الثالث، فقرة « نساء في مدرسة علي(ع)، ولكن هذا الحضور لم يستمر، بل تراجع وخَفَتَ وهجه كثيراً في أوساط المسلمين في العصور المتأخرة، ولا يزال في حالة تراجع إلى يومنا هذا.

وأعتقد أنّ التردي الذي أصاب المرأة المسلمة قد أصاب الرجل المسلم أيضاً، فعصر الانحطاط الذي مرّ على العالم العربي والإسلامي لم يكن حكراً على المرأة، بل أصاب بشظاياه القاتلة كل المسلمين ذكوراً وإناثاً، ولذا عندما نتحدث عن التردي الذي أصاب المرأة المسلمة فهذا يبدو طبيعياً في سياق الانحطاط العام والشامل، والذي ستكون المرأة هي أولى ضحاياه، باعتبارها العنصر الأضعف في المعادلة التاريخية. 

وإذا أردنا أن نذكر شاهداً على التراجع الذي شهده وضع المرأة المسلمة عمّا كان عليه في صدر الإسلام، فمن الممكن أن يذكر في هذا المجال حاجة المرأة إلى الزواج، حيث نلاحظ أنّ الاعتبارات الاجتماعية التي تكبّل المرأة اليوم وتمنعها من التعبير عن حاجتها إلى الزواج لم تكن موجودة في صدر الإسلام، حيث كانت الصحابية تفصح عن حاجتها هذه أمام رسول الله(ص) دون حرج، ونستطيع أن نجد في الرواية التالية ما يشهد لهذه الحريّة لدى المرأة في التعبير عن حاجتها تلك، من دون أي عُقَدٍ نفسيّة أو عوائق اجتماعية كالتي رأيناها لاحقاً ولا نزال نراها إلى يومنا هذا، ففي صحيح مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(ع) قَالَ: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ(ص) فَقَالَتْ: زَوِّجْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه(ص): مَنْ لِهَذِه؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّه زَوِّجْنِيهَا. فَقَالَ: مَا تُعْطِيهَا؟ فَقَالَ: مَا لِي شَيْءٌ، فَقَالَ: لَا، قَالَ: فَأَعَادَتْ، فَأَعَادَ رَسُولُ اللَّه(ص) الْكَلَامَ، فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ غَيْرُ الرَّجُلِ، ثُمَّ أَعَادَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه(ص) فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ: أتُحْسِنُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئاً؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: قَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا تُحْسِنُ مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْهَا إِيَّاه»[13].

إنّ المرأة التي كانت تأتي مسجد النبي(ص) وتعبّر بشكل عفوي عن حاجتها إلى الزواج دون أن يُنْكِرَ عليها أحدٌ ذلك، لم تمضِ عليها عقودٌ يسيرة بعد وفاة النبي(ص) حتى حُوصرت بنظرةٍ اجتماعيةٍ قاسية، وتحوّلت إلى عورة لا يسمح لها بمثل هذا الحديث، بل بما هو أقل منه جرأة، وصِرْنا نشهدُ أفكاراً ومساعي تحاول منعها من ممارسة حقها في الخروج حتى إلى المساجد، بالرغم من وجود نصوص نبوية صريحة تسمح لها بذلك، ينقل المحدثون أنّ عبدالله بن عمر حدّث بقول النبي صلى الله عليه وآله سلم: «لا تمنعوا النساء المساجد بالليل»[14]، فقال ابنه: بلى والله لنمنعهنّ، يتخذنه دغلاً، فرفع يده فلطمه، فقال: أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقول هذا!»[15]. إنّ أدنى تأمل في دلالة هذه الرواية يكشف لنا سرعة التحوّل في نظرة المسلمين تجاه المرأة، كما يؤرّخ ويؤشر إلى بداية هذا المسار المتشدد في التعامل معها.

إنّ هذه الرواية تصلح شاهداً يسمح لنا بالقول: إنّ بداية التراجع والقوقعة التي أصابت المرأة المسلمة قد لاحت في الأفق مع منتصف القرن الهجري الأول وما تلاه[16]، وتعززت هذه النظرة فيما اصطلح على تسميته بالعصر الأموي والعصر العباسي. وكيف كان فإنّ هذا الغياب المتأخر للمرأة عن مسرح الحياة الاجتماعية والثقافية والرسالية، لا بدّ أن يخضع لدراسة مستقلة تبحث عن أسبابه ونتائجه.

 

عمر ورأيه في المرأة

 

ويذكرنا الموقف المتقدّم المنقول عن ابن عبدالله بن عمر بموقف جدّه الخليفة عمر ابن الخطاب، فقد عرف عنه أنّه صاحب نظرة متشددة إزاء المرأة. روي أنّه خطب «أم كلثوم» ابنة أبي بكر إلى أختها عائشة، فقالت أم كلثوم: «لا حاجة لي فيه، إنّه خَشِنُ العيش، شديدٌ على النساء»[17]، وخطب امرأة أخرى وهي «أم أبان» بنت عتبة بن ربيعة فكرهته، وقالت: «يُغْلِقُ بابه، ويَمْنَعُ خَيْرَه، ويَدْخُلُ عابساً ويخرج عابساً»[18]. ومن أوضح النصوص التي تعكس رأيه في المرأة كلمته التي وصفها فيها بأنّها مجرد لعبة للرجل، فقد روي أنّه تكلّم مرّةً في شيء من الأمر، فأخذت امرأته تراجعه في القول فزبرها وقال: ما أنت لهذا! إنّما أنت لعبة في جانب البيت، إنْ كانت لنا إليكِ حاجة، وإلَّا جلستِ كما أنت»[19].

وتُروى الكثير من الأحاديث عن سيرته المتشدّدة مع النساء، لدرجة أنّه كان يتشدد عليهنَّ بما كان النبي(ص) يوسع فيه عليهنّ[20]، وكان يضرب النساء اللواتي يبكين موتاهن، فقد ضرب النساء بالسوط عندما بكيْن على زينب بنت رسول الله(ص)، فنهاه النبي(ص) عن ذلك وقال: «دعهن يبكين»[21]، وضرب أيضاً «أم فروة» ابنة أبي بكر ليمنعها وسائر النساء من البكاء على أبيها[22]، وضرب امرأة بالدرّة لركوبها على البعير عند رمي الجمرة[23].

وروي عنه العديد من الروايات في هذا المجال، وهي - على فرض صحتها - تعكس موقفه المتشدد من المرأة، من ذلك قوله :«اضربوهنّ بالعري»[24]، وسيأتي أنّ هذا المضمون مروي عن رسول الله(ص). 

وموقف عمر هذا من المرأة ونظرته المتشددة تجاهها، لا نستطيع أن نعتبره مستولداً من رحم الثقافة الإسلامية وتعاليم النبي الأكرم(ص)، وإنّما هو رأي خاص به، ربما أملته الغيرة الذكورية، ولعلّه يعكس نظرة الرجل العربي آنذاك، والوجه في ذلك أنّ هذا الموقف الذي يعتبر المرأة مجرد لعبة للرجل يستمتع بها ثم يدعها ويرميها في زوايا البيت، لا ينسجم مع الرؤية القرآنية حول المرأة ولا مع تعاليم النبي(ص) في هذا المجال، وتفسير ذلك بأنّه كان تدبيراً ارتأه عمر لا ينافي ما ذكرناه.

ويبدو لي أنّ موقف عمر المتشدد من المتعة[25]، حيث نهى عنها وهدّد بالعقوبة على فعلها كان أيضاً رأياً شخصياً، وربما سار عليه بتأثير من هذه النزعة العربية المغالية في الغيرة على النساء بما يتجاوز المعقول.

بين النصوص والممارسات

ثمّ علينا الاعتراف هنا بأنّه تمّ طيّ تلك الصفحة الجاهلية المظلمة في التعامل مع المرأة على مستوى النصوص والتشريعات، لكن الممارسة كانت ولا تزال تعتريها الكثير من الشوائب، والذهنيّة الذكوريّة ما برحت هي المهيمنة على العقول، وتُذكِّرنا بعض الممارسات الوحشية التعنيفيّة التي تمارس اليوم ضد المرأة بعادة وأد البنات في الجاهلية، فالوأد لا زال قائماً ولكن بطرق وأساليب جديدة.

 إنّ الإسلام إنّما طوى تلك الصفحة المظلمة على مستوى النصوص بشكل حاسم، وعمل جاهداً على طيّها على مستوى النفوس، وقد حصلت نجاحات كثيرة على هذا الصعيد، إلّا أنّ تغيير الذهنيات والعادات الراسخة لا يتمُّ بسحر ساحر، وإنّما يحتاج إلى جهود تربوية وثقافية ودعويّة مكثفة. ولو أنّ مسار المجتمع الإسلامي تحرّك بالشكل الصحيح والمرسوم له من قبل النبي(ص) لكنّا أمام واقع مختلف وصورة أخرى، بيد أنّ الأمور سارت بشكل تراجعي وشهد واقع المرأة انكماشاً ملحوظاً، ولهذا، فإنّ بقايا تلك الصورة الجاهليّة بقيت موجودة ومستمرّة لدى البعض إلى يومنا هذا.

وساعد على هذا الانكماش الفهمُ أو التفسير الخاطئ للنص الديني المتصل بالمرأة، ولذا لا نبالغ بالقول: إنّ العديد من الفتاوى الفقهيّة التي انطلقت من فهم معين للنصوص الدينية لا تزال تشكّل العائق الأكبر أمام اضطلاع المرأة المسلمة وقيامها بدورها الريادي في عمليّة نهوض الأمة. إنّ الفتاوى التي تمنع المرأة من حق العمل، ومن قيادة السيارة، ومن الخروج من بيتها دون إذن الزوج حتى لو لم يكن خروجها منافياً لحقٍّ من حقوقه، ولو فرضنا أنّه لم يأذن فلا يحق لها الخروج أبداً، وتمنعها أيضاً من السفر بدون وجود محرم، أو غير ذلك مما يعدّ من أبسط الحقوق البشريّة. إنّ هذه الفتاوى قد تجعل المرأة حبيسة المنزل مدى عمرها، والنتيجة الطبيعية المترتبة على ذلك هي تجميد أو شلّ نصف المجتمع البشري وإخراجه عن الفاعليّة إلا في دائرةٍ أو حدود ضيّقة، وكلُّ ذلك يجري وللأسف باسم الدين. ولهذا، فإنّ العقل الاجتهادي معنيٌ بإعادة وضع هذه الفتاوى على طاولة البحث والنقاش، ودراستها دراسة نقديّة، كما هو معني بمتابعة وملاحظة سائر الفتاوى الفقهيّة المتصلّة بالمرأة.

الخطاب الديني والوصيّة بالمرأة

إنّ ملاحظة السياق التاريخي المذكور المتصل بوضعيّة المرأة إبان بعثة النبي(ص)، والذي كان طابعه العام هو الحطّ من شأنها والنظر إليها بدونيّة، والتعامل معها بتهميش، واستلحاقها بالرجل، إنّ ملاحظة ذلك يفسّر لنا سرّ توجّه الخطاب القرآني والنبوي إلى الرجل، مستخدماً في كثير من الأحيان اللغة الوعظية والإرشادية والتي تُحَذِّرُ الرجل من مغبة إهانة المرأة مادياً أو معنوياً، وتدعوه إلى أن يتقي الله تعالى فيها، كما تأمره بضرورة حمايتها والتعامل معها بإنصاف وعدل، وذلك من قبيل ما ورد في الحديث النبوي الشريف(ص): «استوصوا بالنساء خيراً»[26]، وفي الحديث عن النبي(ص): «اتقوا الله، اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم، والمرأة، فإنّ خياركم خياركم لأهله»[27]، وفي خبر آخر عنه(ص): «لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللهِ»[28]. إلى غير ذلك من الروايات التي تحمل هذا الطابع الوعظي الذي يوصي بالنساء خيراً.

إنّ التعبير عن المرأة بالضعيفة في الحديث المتقدم، ليس إقراراً أو رضاً بهذا الضعف، ولكنّها إشارة توصيفيّة إلى واقع لا يستطيع أي تشريع القفز فوقه أو تغييره بطريقة إعجازيّة، وإنّما يعمل على ترشيده وتغييره شيئاً فشيئاً، مبتدئاً بتغيير الذهنيّة الحاكمة، ونزع الشرعيّة عن أي عمل عدواني أو امتهاني بحق المرأة.

 

 

هذا المقال من كتاب "المرأة في النص الديني"

 

[1] سورة المائدة، الآية 8.

 

[2]  السنن الكبرى للبيهقي، ج 6 ص 367، والطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1 ص 129، وتاريخ اليعقوبي، ج 2 ص 17، والتنبيه والإشراف للمسعودي، ص 180، والكامل في التاريخ، ج 2 ص 41.

 

[3]  المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 4 ص 460-461، والكلام الأخير حول عدم قولهم للمرأة العجوز مفندة ذكره الزمخشري في أساس البلاغة، ص 729.

 

[4]  المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 5 ص 413.

 

[5]  جامع البيان للطبري، ج 4 ص 404. وراجع حول هذا الموضوع: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 5 ص 418.

 

[6]  انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 5 ص 321 وما بعدها.

 

[7] سورة النحل، الآيتان 58-59.

 

[8] سورة التكوير، الآيتان 8-9.

 

[9]  الدر المنثور، ج2 ص131.

 

[10] سورة النساء، الآية 19.

 

[11]  سنن أبي داود ج 1 ص 464.

 

[12] سورة النور، الآية 33.

 

[13]  الكافي، ج 5 ص 380.

 

[14]  وروي هذا الحديث بصيغة أخرى، وهي:«لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»، انظر: صحيح البخاري، ج 1 ص 216، وصحيح مسلم، ج 2 ص 32.

 

[15]  مسند أحمد، ج 2 ص 76، وصحيح أبي خزيمة، ج 2 ص 93، ومسند الطيالسي، ص 257.واللفظ للأخير.

 

[16]  أجل، إنّ بعض الباحثين يرى أنّ بداية إخضاع المرأة لملازمة المنزل كانت من انطلاقة العصر العباسي، انظر: فصول عن المرأة لهادي العلوي، ص 74.

 

[17]  تاريخ الطبري، ج 3 ص 270، وفي الكامل في التاريخ، ج 3 ص 54.

 

[18]  تاريخ الطبري ج 3 ص 270. والكامل في التاريخ ج 3 ص 55.

 

[19]  قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، لأبي طالب المكي (ت 386هـ) ج 2 ص 422. وإحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي (ت 505هـ)، ج 4 ص 140. وفي تاريخ المدينة لابن شبّة: أنّه قال لامرأته «إنما أنت لعبة يلعب بك، ثم تتركين»، انظر: تاريخ المدينة، ج 3 ص 818، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 12 ص 23.

 

[20]  انظر حول ذلك: صحيح البخاري، ج 4 ص 69، وج 7 ص 93، ومسند أحمد، ج 1 ص 171، وصحيح مسلم، ج 7 ص 115.

 

[21]  مسند أحمد، ج 1 ص 335.

 

[22]  ففي طبقات ابن سعد بإسناده عن سعيد بن المسيب قال لما توفي أبو بكر أقامت عليه عائشة النوح فبلغ عمر فجاء فنهاهن عن النوح على أبي بكر فأبين أن ينتهين فقال لهشام بن الوليد اخرج إلى ابنة أبي قحافة فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن ذلك وقال تردن أن يعذب أبو بكر ببكائكن إن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم قال: «إنّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه». انظر: الطبقات الكبرى، ج 3 ص 209، وروايته هذه عن النبي(ص) ليست دقيقة وقد صححت له ذلك السيدة عائشة.

 

[23]  فقد روي أنّه رأى رجلاً يقود بامرأته على بعير ترمي الجمرة، قال: فعلاها بالدرة إنكاراً لركوبها»، انظر: المصنف، لابن أبي شيبة ج 4 ص 314، هذا مع أنّ الركوب ليس محرماً، وقد رمى النبي(ص) جمرة العقبة راكباً،كما جاء في الروايات، انظر: المصدر نفسه، ثمّ لو كان الأمر محرماً فلماذا لم يضرب زوجها الذي يقودها.

 

[24]  المحاسن والأضداد للجاحظ، ص 160.

 

[25]  أخرج ابن شبّة بإسناده عن جابر رضي الله عنه قال: «لما ولي عمر رضي الله عنه خطب الناس فقال: إنّ القرآن هو القرآن، وإنّ الرسول هو الرسول، وإنهما كانتا متعتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إحداهما متعة الحج والأخرى متعة النساء. فافصلوا حجكم عن عمرتكم، فإنه أتمّ لحجكم وأتمّ لعمرتكم، والأخرى متعة النساء، فلا أوتى برجل تزوج امرأة إلى أجل إلا غيبته في الحجارة»، انظر: تاريخ المدينة، ج2 ص 720.

 

[26]  صحيح البخاري، ج4 ص103، وصحيح مسلم، ج4 ص187، وعوالي اللآلي، ج1 ص255، ونقله في جامع أحاديث الشيعة، ج20 ص246عن القطب الراوندي في لب اللباب، وعن تفسير أبي الفتوح الرازي.

 

[27]  قرب الإسناد، ص92.

 

[28]  سنن الدارمي، ج2 ص147، وسنن أبي داود، ج1 ص476.

 

 






اضافة تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

موضوع *

الرسالة *


 


 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon